ثقافة الحوار بلا بنية تحتية

عبدالرزاق سليمان
 
طالب العديد من المفكرين والعقلاء والمتعلمين بنشر ثقافة الحوار بين الناس ليأخذ كل منهم منها بطرف وخلق لغة تواصل حديثة وأنيقة بينهم تحمي الحدود الشخصية وتقرب القلوب دون المساس بالمناطق المحظورة للآخرين.. تلك لغة الاحترام والود والتحاب والتآخي والتعايش، والبداية والنهاية لحياة فكرية راقية يسودها الحب والتراضي والقبول، فلا تنافر وتباغض بين الأطراف المتحاورة.. ومع استقبالنا لهذه الثقافة وترحيبنا برواجها وجد الحوار عقبة وصعوبة، فالأرض المتاحة للحوار تخلو من جميع عناصر البنية التحتية وتفتقد للكثير من المقومات اللازمة والبيئة الصالحة.


لم تتهيأ العقول لقبول الرأي المخالف ولا تتوقف عن الهجوم والتقليل من الآخر في حال مخالفته الرأي المشهور بل ولا تتردد في إسقاط من خالف رأيًا معروفًا ولو كان يملك وجهة نظر ودليلًا يستند إليه في قوله.


بيئة الحوار تحتاج إعادة تأهيل وبناء بداية من إقناع الجميع أن ما يرونه ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا فلا يقاتلوا الآخرين دفاعًا عن آرائهم وأقوالهم.


ولزوم حفظ أماكن الغير ومراكزهم وعدم الحكم والإسقاط بسبب اختلاف في حوار أو رأي أو وجهة نظر كلا الطرفين يرى صحة رأيه ويبني قوله على ما يستند إليه من براهين.


تعديل أرض الحوار وإعادة بنائها وسيلة للوصول إلى حوار ناجح يخلو من الأساليب الهجومية والشخصنة وردود الاعتبارات وتصفية الحسابات واسترجاع مواقف لا تمت للحوار بصلة.
 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك