لماذا يحاربون الإسلام؟!

عادل الحميدان

منذ ظهور ما يسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي تغيرت أولويات، وخرجت الكثير من النظريات، كثير منها تم من خلاله إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، والقليل منها كان منصفاً أو قريباً من الإنصاف في إظهار حقيقة أن لا علاقة لهذا التنظيم وأتباعه بالدين.

وللأسف الشديد طغى صوت الأكثرية على صوت الأقلية فيما يتعلق بهذا الربط، وهو الأمر الذي يمثل عملية ناجحة لهذا التنظيم ضد المسلمين وقيمهم الدينية، ومنذ ذلك الحين ودول العالم الإسلامي في جهاد حقيقي لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، والابتعاد عن الدوائر التي رُسمت في طريق الأمة لوضعها في قائمة الأمم المنبوذة من العالم المتحضر بسبب ارتباطها الفكري والمادي بجرائم الإرهاب.

هذه العوامل مشتركة ساهمت في خلق حالة من الارتباك على صعيد المؤسسات الإسلامية، فبينما هي على خط المواجهة مع هذا التنظيم وأفكاره داخلياً وجدت نفسها في حالة دفاع دائم أمام الحملات الخارجية التي استخدمت هذه الجرائم ذريعة لتنفيذ مشروع يستهدف الدول الإسلامية ككيانات سياسية.

ومع اقتراب نهاية (القاعدة) كتنظيم مؤثر نتيجة الضربات الأمنية وتعرية فكرها الإجرامي وانحسار الهالة الإعلامية التي نالتها خرج تنظيم أكثر دموية منها، وهو تنظيم (داعش) الذي اتخذ شكلاً مغايراً في الحرب على الإسلام، وهو القتل بأبشع صوره، وتوجيه رسائل إعلامية تعتمد أساليب الوحشية والتخويف لكل إنسان أنكر بيعتهم لقائدهم أبو بكر البغدادي.

ومرة أخرى وجدت المؤسسات الإسلامية نفسها في مواجهة مكافحة هذا الفكر داخلياً، والرد على رسائل الخارج التي توجه أصابع الاتهام للمسلمين حتى وهم يقعون ضمن حدود التكفير المبرر الأسهل لاستهدافهم في عمليات إرهابية يتبناها التنظيم.

ورغم كل ما قيل ويقال عن هذه التنظيمات الإرهابية.. إلا أن أحداً لم يتكفل بالإجابة عن سؤالين مهمين في هذا الشأن، وهما: لماذا تحارب (القاعدة) و(داعش) وغيرهما من الجماعات الإجرامية الإسلام؟، ومن يقف خلفها لضرب المسلمين في مختلف أنحاء العالم؟

http://www.alriyadh.com/1589898

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك