لماذا يبررون الإرهاب؟!

كلمة الرياض

 

لا يوازي حجم الألم الذي ساد العالم بعد الحادث الإرهابي الذي شهدته باريس سوى حجم التعجب من ردود أفعال بعض الأطراف سواء الخارجية وتمثلها إيران الخارجة عن الإجماع الدولي، والداخلية المتمثلة في زعماء اليمين المتطرف الذين يمثلهم مارين لوبان وفرانسوا فيون.

طهران المعروفة بتناقضاتها خرجت بتفسير غريب للحادث وغيره من الحوادث التي شهدتها دول أوروبية، يتضمن وفق الرؤية الإيرانية أن التنازلات وعمليات الدعم للإرهابيين المجرمين تترجم سياسة الكيل بمكيالين لدى الغرب في مواجهة الإرهاب ما يجعل الإرهابيين أكثر جرأة على ارتكاب أعمال إرهابية في قلب أوروبا!

وهذا التفسير يلخص معاناة العالم من هذا النظام الذي يلجأ إلى تبرير الإرهاب، ويحمل العالم أجمع المسؤولية عنه طالما أن هذا العالم يقف ضد إيران وحلفائها، فطهران التي أسست ودعمت ومولت جماعات إرهابية، واستضافت ودربت العديد من القتلة على فنون صناعة الموت ونشر الفوضى والخراب في المنطقة ترى أنها على صواب و99 % من دول العالم على خطأ.

وعلى الصعيد الداخلي لم يخلو الأمر كذلك من الغرابة، فظهرت مواقف اليمين حاملة كل عبارات التشفي بالحكومة الحالية، مستغلة حالة الحزن في المجتمع الفرنسي فوظفت لوبان من جانبها الحادثة لتكرار دعواتها لطرد الأجانب من البلاد، في حين تحدث فيون عن وعوده توظيف 10 آلاف ضابط شرطة جديد في حال انتخابه!

مثل هذه المواقف التي تتخذ في إطار ميكافيللي يرى أن الغاية تبرر الوسيلة تجعل من إمكانية القضاء على الإرهاب شبه مستحيلة، فلا غاية تعطي للإرهابي أي ذريعة لارتكاب جرائمه، ولا وجود لأي هدف يجعل من قتل المدنيين وسيلة مقبولة لتحقيقه، ولا بد هنا من الإقرار بأن الخروج عن القانون الأخلاقي في مواجهة الإرهاب لا يقل خطراً عن ارتكاب جرائمه إن أراد العالم فعلاً القضاء على الإرهاب وإنهاء معاناة البشرية من شروره.

http://www.alriyadh.com/1587586

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك