طرح رئيس لجنة تجارة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة في غرفة جدة، جميل فارسي، بين يدي الوزير، موضوعًا وطنيًا، كان قد أُثير قبل فترة، يتحدَّث بمنح منجم جبل صايد للذهب في جنوب المملكة، لشركة سعودية بمبلغ 100 مليون ريال، ثم باعت هذه الشركة المنجم لشركة أسترالية ذُهلت من كميات الذهب الكبيرة في المنجم، ما جعلها تبيع المنجم لشركة أجنبية أخرى بـقيمة 7 مليارات دولار، وذلك، أمام وزير التجارة في لقائه مع أعضاء في الغرفة.

لم ينفِ الوزير الخبر جملةً وتفصيلًا، ولم يُجادل في مصداقيته، ولم يقل: هذا ليس من اختصاصي، ولم يتهرَّب من السؤال بأنني سوف أسأل وأتحرَّى. ولكنه رد بأنه تم تشكيل لجنة وزارية للتحقق، وبناءً عليه فقد أعادت الشركة الأسترالية الرخصة.

يُفهم من القصة خمس فوائد، ثلاث اجتماعية، واثنتين اقتصادية، أما الاجتماعية، فالأولى: أن المسؤول عندما يتقبل الحوار مهما كان مباشرًا، فهو محل التقدير والاحترام من الجمهور الكريم، والثانية: أن الإشاعات تُرَد، بالرفع عنها لأصحاب القرار، وأخذ المعلومة من مصادرها، والثالثة: لازال البلد بخير طالما هناك مَن يسأل بحثًا عن الحقيقة، مهما يتطلبه الموقف.

أما الاقتصادية، الأولى: المملكة بخير واقتصادها بخير طالما هناك معادن من الذهب وخلافه من المعادن النادرة والثمينة، مثل اليورانيوم، متوفرة، عندما ينضب النفط، والثانية: الخطأ في التقدير يُعالج بالرد، والاسترجاع كما حصل مع الشركة الأسترالية.

#القيادة_نتائج_لا_تصريحات

معدن الأخلاق يظهر عندما تعامل من لا يملك أن ينفعك أو يضرك.