تعزيز حوار الحضارات

سلمى الشهري

 

في موضوع المقال أعلاه، تبنت جامعة الملك خالد برنامج ندوة تحت عنوان: “دور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات”، وذلك من خلال أوراق عمل ودراسات بحثية حول محاور موضوع الندوة، بحضور 30 باحثا في مجمل 6 جلسات انتهت بطرح خمس توصيات.

في الحقيقة تشكر الجامعة وجميع القائمين على هذا البرنامج والأساتذة الباحثون على جهودهم المبذولة وتوصياتهم المطروحة في هذا الشأن، لأنه بالفعل حديث الساعة، والصراع الحضاري يوصل إلى الانغلاق الديني، والانغلاق يولد التعصب، والتعصب يأتي بالكراهية، وبعد ذلك الإقصاء والتكفير، والتكفير يعقبه الإرهاب، ونحن بحاجة ماسة إلى تفعيل حوارات بناءة تعكس أصول ديننا الحنيف في احترام وتقبل الآخر، والتعامل معها على مبدأ أن أبرز أساسيات الحوار الاختلاف وليس التشابه، ونتيجته إدراك الحقيقة وليس الإقناع بالضرورة.

كان لدي بعض وجهات النظر المختلفة على نقاط محددة إلا أنه لا يسعني في هذا المقال نقاش جميعها. أحد أوراق العمل المطروحة احتوت على توصيات ممتازة، ولي في إحداها رأي مختلف، وقد كانت هذه التوصية بوضع محاضرات حوارية حضارية، وجعل الحضور فيها جبرياً على الطلاب. أعتقد أن الحضور الإجباري ليس حلاً ولا يجدي نفعاً في هذا المسار أبداً، ولكن نستطيع جذبهم من خلال تنشيط هذه المحاضرات بالتركيز على اهتماماتهم وما يلفت انتباههم والاستعانة به في تفعيل هذه المحاضرات، على سبيل المثال؛ إعداد مجالس نقاشية وحوارية بين حضارتين أو أكثر باستدعاء أطرافها من أجانب أنديتنا الأدبية والرياضية ومحاورتهم في حضاراتهم وبيان أوجه التشابه ونقاط الاختلاف مع احترامها بالتأكيد، وبذلك نحن لا نعزز حوار الحضارات فقط، بل ننمي الوعي لدى الطلاب في احترام الآخر، وتكون هناك نسبة ولو قليلة من الحد من التعصب خاصة في المجال الرياضي، وهذه المحاضرات يترك الحضور فيها اختيارياً، وأكاد أجزم بأنه ستحضرها نسبة كبيرة جداً من الطلاب.

ثم إن الندوة كانت حول تعزيز حوار الحضارات، لذا وددت لو كان هناك طرف من حضارة أخرى، حضر جلسات الندوة ووضع آراءه ومدى قابلية الحضارات للانفتاح على بعضها، وأن نقاط التشابه والاختلاف حقيقة طبيعية متقبلة ومتفهمة من كل الأطراف.

أو على الأقل ورقة عمل محتواها ملخص لحوار بين شخصيتين لحضارتين مختلفتين تماماً، وأبرز ما جاء فيها من تبادل لأوجه الشبه ونقاط الاختلاف، ثم بعد ذلك تذييلها بما رأى فيها الباحث واستنبطه لأهم عوامل تعزيز الحوار في جامعاتنا.

أخيرا، رغم ما احتواه البرنامج من مضمون وإثراء معرفي شامل لأهم ركائز وضوابط وعوامل تعزيز الحوار الحضاري في الجامعات إلا أنه لم يلق الحضور الكافي الذي يليق به.

المصدر:^http://hewarpost.com/?p=2905

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك