ثقافة حوار الأبناء

دخيل سليمان المحمدي

 

كلمة ذات معنى رائع وجميل، كلمة يتردد صداها على مسامعنا في كل يوم سواء بالإذاعة أو بالقنوات التلفزيونية، بل ونقرؤها في صحفنا اليومية، السؤال هنا: هل فهمناها على الوجه الأكمل؟ أم حفظناها على أنها مجرد بريستيج لمقالاتنا وكتاباتنا ومقابلاتنا؟



إنها كلمة (الحوار) الذي أعتبره كالحب، لا يمكن أن ينجح إذا كان من طرف واحد فقط، وأيضا سيفشل إذا كان من أجل ذاته. فلا بد أن يكون هناك هدف مرسوم له، بل هو إحساس متبادل بشعور الاحترام والتقدير، وهو محاولة للتعارف والتعايش والتبرير ما استطاع الطرفان المتحاوران إلى ذلك سبيلا، بدون خذلان حق أو نصرة باطل، فيعتبر الحوار أحيانا أقوى من السلاح العسكري عندما يعتمد على القناعات الداخلية الذاتية.



للأسف، هناك مشكلة تكمن في أغلب من يدعون (بفتح الياء) أو يدعون (بضم الياء) إلى الحوار حيث إنهم لا يؤمنون به، فهم يقبلون به مضطرين وليس مختارين له، فلا قيمة له عندهم، وإنما يستخدمونه لإسقاط واجب أو لذر الرماد في العيون.



إن الحوار له ثقافة وشروط ومن أهمها تحلي المتحاورين بمكارم الأخلاق بدءا من بشاشة الوجه وسعة الصدر ورقة القلب وقبول رأي الآخر إذا ثبتت صحته والتنازل عن رأيك إذا ثبت خطأه. تقول الكاتبة الأمريكية دورثي نيفيل (آداب الحوار ليس قول الكلام المناسب في الوقت المناسب، بل إنه أيضا السكوت عن الكلام غير المناسب في الوقت المناسب).

لقد يصعب على الأهل غالبا إقامة حوار مع أبنائهم والسبب في ذلك عدم استغلالهم مرحلة الصغر معهم من أجل استعداد الأبناء للنقاش مع الأهل، حيث كانوا يتعاملون معهم بأسلوب قمع الحوار بالإلجام والتسكيت والتجاهل لآرائهم، فلهذا يجب على الأهل إعطاؤهم الفرصة الكافية في الحوار، وإبداء الرأي وسماعهم باهتمام، فالتأثير النفسي في السماع والإنصات لا يعادله أي تأثير آخر، فهو أهم وسيلة للاتصال، لما يعود هذا الأمر بتهيئتهم ومعرفة توجهاتهم وتعليمهم أساليب المناقشة الهادئة البعيدة عن التزمت والعناد، وتتعمق لديهم قناعات اجتماعية إيجابية تؤهلهم للتكيف مع المجتمع، لأن إعطاء الأبناء الحرية في التحدث عما يجول في النفس دون الردع لأفكارهم، حتى لو كانت مخالفة للعادات والتقاليد، يجعل لديهم قابلية أكبر للإنصات إلى توجيهات وإرشادات الآباء والأمهات حول خطأ الفكرة التي تحدثوا بها، ومن ثم سماعهم للمعلومة الصحيحة.



أرى أن تهتم المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات بتعليم وتدريب طلابها على ثقافة الحوار، فطلابنا قادرون على الإبداع في ذلك، ولكن ينقصهم التوجيه، فلقد لاحظت ذلك حينما قمت بتدريب بعض طلاب جامعة طيبة في برنامج تنمية مهارات الاتصال في الحوار.

المصدر: http://hewarpost.com/?p=2972

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك