نغمات حياة السـلام

أ. ناهد الخراشى

 

الحب نبض الوجود، وسر السعادة القلبية وأعظم أنواع الحب هو الحب الالهى.. منه ينبع الحنان ، وبه يستقر الأمان، وفيه تسكن المودة، وعنه تنبعث الألفة مع جميع الكائنات والمخلوقات، واليه يصل القلب الى الغاية المنشودة وهى السعادة الكاملة حيث يكمن الحب والحنان الالهى، والنور الربانى، والفيض الرحمانى .



وحب الله يقود الانسان الى أجمل ما فى الحياة.. الى أسمى ما فى الوجود وهو السلام.. السلام مع نفسه.. السلام مع روحه.. السلام مع قلبه وفؤاده وكيانه.. السلام مع جسده.. السلام مع الكائنات والوجود.



ما أجمل هذا السلام.. !

 

انها معاهدة السلام العظيم .. عقد معاهدة لبناء سلام مع النفس والر وح والقلب والفؤاد والجسد والكيان الانسانى بكامله.. فيمن الله بثمار طيبة ثوابا لهذه المعاهدة الصادقة حيث الاحساس بالسلام والحب مع الكائنات والمخلوقات والشعور بالسلام والألفة مع كل ما خلقه الله عز وجل.



والسلام غاية كبرى وقيمة عظيمة لا يقدرها الا من يشعر بها ويتفاعل معها حيث يسعى اليها محاولا تحقيقها فى نفسه وحياته مما يجعله يسعى الى الخير فينتشر السلام فى الأرض مع الآخرين.



والهدوء ، والسكينة، والأمن النفسى هى مراحل فى طريق السلام ينعم بها الله على الانسان الذى يسلك طريقه ناشدا رحمته.. طامعا فى حبه وحنانه ورضاه.



ولنقف معا فى تأملات روحانية حيث أن السلام اسم من أسماء الله الحسنى.. فلقد سمى الله تعالى نفسه " السلام " فمنه سبحانه السلام، وكل سلام فى الكون يستمد منه ويعتمد عليه، ويرجع اليه.



وهو سبحانه واهب السلام.



فمنه وحده السلام، واليه وحده السلام، وبه وحده السلام.

 

اذن فالسلام غاية من الغايات الكبرى تقود الانسان الى الغاية الأسمى وهى القرب من الله.



فلتكن حياتنا هى السلام والحب ولتكن وصيتنا الى ابنائنا وبناتنا هى السلام والحب ولتكن دعوتنا الى اخواننا واخواتنا هى السلام والحب.



ولنطبع أنفسنا وقلوبنا على السلام والحب حتى اذا جاء أجلنا فلنحرص على أن نفارق الدنيا بسلام وحب، ونسلم الراية الى غيرنا لاستكمال المشوار والسلام يملأنا، والحب يغمرنا طامعين فى رحمة الله ناشدين القرب منه وحده لايشغلنا شىء سواه.

 

فبالسلام والحب تقتلع الأحقاد من النفوس



وبالسلام والحب تشفى القلوب.



وبالسلام والحب تدمر جذور الشر والآثام.



وبالسلام والحب تنبت بذور الأمن والاطمئنان



فتحصد ثمار الخير والصلاح والرخاء.



وبالسلام والحب يشعر الكيان الانسانى كله بألفة ومودة مع الكائنات والوجود.



يحس بأن هناك حياة مشتركة بينه وبين الكون كله هناك تجاوب مع جميع الكائنات والخلوقات



يفهمون لغة بعضهم البعض...



يتغنون سويا بالحب والسلام



شاكرين حامدين فضل الله ، ونعمة الله..



انها نغمات راقية.. نغمات عظيمة



نغمات حية نابضة بالحب..



انها نغمات حياة السلام.. .. ..

 

وما أحوجنا فى هذه الأيام الى أن نحيا فى ظلال نغمات حياة السلام بعد أن اصبح القلق يدمر حياتنا، والشعور بالضياع وعدم الأمان يضلل طريقنا ولن ينجينا الا حب الله فنشعر بالسلام والاستقرار فنتذوق حلاوة نغمات حياة السلام حيث نحيا بها ولها نعمل مخلصين لله وحده ندعو غيرنا الى الاشتراك معنا فى دعوة الحب والسلام..

 

فنقيم معا برج القيم، ونشيد عمارة الفضيلة ، ونزرع سنابل الخير.. ونضىء شموع الحب للآخرين، ونتعاون لنكون صحوة نابضة للضمائر الغافلة، وبلسما شافيا للمجروحين، ورحمة هادية للنفوس المريضة، ومصباحا منيرا لفاقدى الطريق.. وبذلك نسعد جميعا وننعم بنغمات حياة السلام.

المصدر: http://www.almostshar.com/Subject_Desc.php?Subject_Id=5168&Cat_Subject_I...

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك