في نظرية الأدب

د.حسين الصديق

 

بدأت تجارب صياغة نظرية الأدب والنقد الأدبي في أقدم العصور، ولكن ما حدث آنذاك كان طرحاً لمسائل النظرية والنقد فقط، أما أهمية هذه المسائل فلم تصبح على ما هي عليه من الضخامة إلا في العصر الحديث. وتشمل الدراسة في نظرية الأدب كل الآداب الإنسانية فلا تقتصر على أدب عصر معين.

تدرس نظرية الأدب طبيعة الأدب الاجتماعية، وقوانين تطوره، ودوره في المجتمع، وعلاقته بالفكر والفلسفة، كما تحدد مبادىء دراسة المادة الأدبية وتقويمها. إن لمعرفة نظرية الأدب أهمية فائقة بالنسبة إلى كل طالب يدرس الأدب، فمعلم اللغة والأدب الذي لا يمتلك مكتسبات هذا العلم، ويتمثلها لا يستطيع أن يفهم بعمق خصائص الأدب وطبيعته، ويعجز عن فهم خصائص العمل الأدبي، فيعجز في مثل هذه الحالة عن تعليم طلابه تفهّم الأدب وحبّه.

إن نظرية الأدب وتاريخ الأدب والنقد الأدبي مترابطة فيما بينها ترابطاً وثيقاً، فنظرية الأدب تعتمد في بناها العلمية على مجمل مكتسبات تاريخ الأدب والأبحاث النقدية، وينطلق تاريخ الأدب من المبادىء التي تصوغها نظرية الأدب في دراسة العملية الأدبية، ويعتمد على الأعمال النقدية في شرح المادة الأدبية التي يدرسها. وينطلق النقد الأدبي، مثل تاريخ الأدب، من المقدمات التي تصوغها نظرية الأدب، حيث تساعد هذه المقدمات في تقدير ما هو جديد وقيم في العمل الأدب الذي يحلله، بالموازنة مع ما سبقه من إنتاج أدبي وبذا يغني النقد الأدبي تاريخ الأدب بمادة جديدة ويبين اتجاه التطور الأدبي وآفاقه.

إن تاريخ الأفكار وكذلك تاريخ الأشكال الفنية المرتبطة بها يعكسان في ذاتيهما تغيرات الظروف المادية للحياة الاجتماعية. فمن المستحيل على الإنسان أن يعيش في المجتمع ويكون متحرراً منه، كما أنه من المستحيل على الفكر أن يغرف من ذاته أو يعطي، إنه لا يستطيع ذلك إلا بالتفاعل مع العالم الخارجي.

وثمة فروع مساندة أخرى للباحث في نظرية الأدب، منها:

  1. تاريخ علم الأدب: يجمع هذا العلم المواد التي تعرف بتطور نظرية الأدب وتاريخ الأدب والنقد الأدبي. وهو يلقي الضوء على الطريق التي قطعها كل من هذه العلوم، والنتائج التي يتوصل إليها تاريخ علم الأدب تساعد على مواصلة البحث المثمر ،بالاستناد إلى أفضل ما تقدم من دراسات.
  2. علم النصوص: وهو علم يثبت نسب النصوص الأدبية عندما يكون ذلك ضرورياً، ويحدد درجة صحة النصوص المنشورة، وينقيها من الشوائب والإضافات المحرفة.
  3. علم المكتبات: وهو علم تصنيف الكتب والتعريف بها. ويساعد هذا العلم الباحث على التحرك والتوجه وسط الكميات الهائلة من الأعمال الأدبية الفنية، والنظرية والتاريخية.

إن تعميم تطبيقات الإبداع الأدبي والتطور الأدبي نفسه، مرتبطان بفهمنا لتطور الحياة الاجتماعية كلها، ففي أطر الحياة الاجتماعية تنشأ أشكال الوعي الاجتماعي المختلفة وتتكون. ولذا فمن الطبيعي أن يستند علماء الأدب في دراستهم إلى عدد من العلوم الإنسانية المرتبط بعلم الأدب ارتباطاً وثيقاً مثل الفلسفة وعلم الجمال وعلم التاريخ وعلم الاجتماع وعلم اللغة والفن .

المصدر: http://asseddik.com/cms/%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%...

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك