الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..

قاسم حسن محاجنة

 

تجري على "أرض" الحوار المتمدن معركة شرسة ، من على صفحاته وفي كواليسه ، أي في خدمة التعليقات على المقالات . قطباها ، إسلاميون ومسيحيون، وممثلو بعض الديانات الأخرى. وكلٌ يغني على ليلاه، مُدعيا بأن دينه هو الحق "وبس والباقي خس"، كما يقول المثل .

لستُ في معرض النقد لهذا الدين أو ذاك، في هذا السياق ، على الرغم من أن "ممثلي" الدين الإسلامي ، من مرجعيات دينية وحركات سياسية ، يقفون مكتوفي الأيدي أمام القراءات الدموية للإسلام والتي ينفذها قتلةٌ ومجرمون ، وهذا أقل ما يمكن وصفهم به . 

إنني أدعي ، والبينة على من إدعى، بأن الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ، فكلما كان المؤمن بالدين متسامحا ومتقبلا للآخر والمختلف ، فهو بهذا السلوك ، يعرضُ دينا سمحا ومتسامحا. وكلما كان المؤمن بدين ما ضيق الصدر ورافضا للآخر ،فإنه يرسم صورة "لا إنسانية " للدين الذي يعتنقه .

ولكي أوضح وجهة نظري وسأروي على مسامعكم ،حدثين كنت شريكاً بهما ..

ذات يوم وفي إطار مهماتي الوظيفية ، سافرتُ الى قرية درزية للإلتقاء بزميل ومناقشة شؤون العمل في مكتبه ... طال اللقاء ما يزيد على الساعتين ، وكانت أثناءها سيارتي مركونة أمام المكتب ..

انتهى اللقاء وخرجتُ متوجهاً الى سيارتي ، وما أن فتحتُ الباب ، حتى ناداني رجل من أبناء القرية ، يرتدي زي المتدينين من ابناء الطائفة الدرزية ، قائلا : يا أخ انتظر قليلا من فضلك ..!!

انتظرته قائلا: تفضل لعله خير ..!!

-انتظرك منذ أكثر من ساعة ، والحمد لله أني رأيتُك .. خاطبني ..

طبعاً استغربتُ أن ينتظرني إنسان ليس لي به معرفةٌ سابقة ..

-انتظرتك لأقول لك بأنني "ضربتُ" سيارتك من جانبها ، وأريد أن أعطيك تفاصيلي الشخصية وتفاصيل بوليسة التأمين ..

نظرتُ الى السيارة ، حيثُ أشار، فإذا به خدش صغير ، لم أكن لأنتبه له مطلقاً.. عًلما بأن شركات التأمين لا تغطي كل التكاليف بل تطلب من الذي الحق الضرر، مبلغاً محددا تحت بند "إشتراك ذاتي " ، وهو مبلغ كبير نسبيا.. مما يعني بأن هذا الرجل سيدفع مبلغا من المال من جيبه ، إذا قمتُ بتصليح السيارة .

استغربتُ سلوكه ، خاصة وأن أحدهم من منطقة سكناي قد "ضرب" سيارتي بشاحنته وتسبب باضرار جسيمة وفر هاربا ، وحينما دلني البعض عليه ، أنكر الأمر ونفاه ، رغم مشاهدة البعض للحادث ..

سألتُ الرجل الدرزي مستغربا : لماذا انتظرتني كل هذه المدة ؟ خاصة وأن الضرر بسيط جدا، ما كنتُ مُلاحِظُه لولا أنك أخبرتني به .. عدا عن انك ستُضطر الى دفع رسوم الاشتراك الذاتي .. !!

وكانت إجابته هي كالتالي : اخلاقي وديني لا يسمحان لي بذلك ..!!

أما الحدث الثاني ،فقد حصل لي مع طالب جامعي ، ينتمي للطائفة الدرزية الكريمة أيضا ، ساعدته في كتابة وظيفة جامعية ، مقابل أجر معلوم .. وبعد أن انهيتُ عملي ، تنكر لي ولم يدفع لي المبلغ المستحق حتى هذه اللحظة ..

فما هي "الديانة الدرزية " ؟؟ هل هي وبناء على سلوك الشخص الأول ، ديانة تحض على الصدق والأمانة؟ أم هي ديانة تدعو "للسرقة" في وضح النهار ؟

طبعاً لي تجارب أسوأ من هذه مع "أصدقاء" مسلمين ، والذين "أكلوا حقوقي (المالية) بالباطل" ..!!

المصدر: http://www.hdf-iq.org/ar/2010-12-01-14-01-29/898-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8...

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك