سرعة استعارتنا لمفردات غير عربية

عبدالعزيز المحمد الذكير

 

لعلي أجد من يتفق معي، من المهتمين باشتقاق وجذور المفردات المستعملة بين العامة والمثقفين أن مفردة (مشوار) هي من أكثر الكلمات استعمالاً في حديثنا اليومي، إن لم تكن الأكثر على الإطلاق.

الكلمة لاشك دخيلة ولم تكن من كلام العرب وليس لها وجود في المعاجم. وأخذناها نحن على أنها رحلة قصيرة. وهي تركية.

حتى في الشروحات الإنجليزية فالكلمة لا تخرج عن معانٍ مثل جَوْلَة؛ رحلة؛ ساح؛ سافر؛ سَفْرَة؛ طاف، تحت المسمى الإنجليزي Journey/trip

الكلمة دخلت على أغانينا العربية (بتروح لك مشوار).. وقد فُوجِئتُ بكلمات كثيرة كنّا نحسبها عاميّة؛ ومن هنا أقول إن المرء إذا راجع قواميس اللغة العربية وتابع كلمات شاعت على ألسنة الناس في لهجاتهم العاميّة، حسبها كثيرون أنها مجرد عامية بينما هي آتية من لغات أخرى.

وفي ظني أن اللهجة المصرية قد حصلت على نصيب أوفر من غيرها من الكلمات العامية المستعارة من القبطية.

اللغة المصرية القديمة لم تندثر تماماً – بل إن مئات الجمل والألفاظ لا تزال مستعملة كل يوم في اللغة العامية للمصريين، فما يكاد المولود يرى النور حتى يسمع أمه تخاطبه بلغة غريبة عنه. فهو إذا جاع - تقوم أمه بإحضار الطعام له وتقول له (مم) بمعنى أن يأكل.. وإذا عطش - أحضرت له الماء وقالت له (امبو) بمعنى (اشرب).

ان اصل كلمة (مم) مأخوذ من اللغة القبطية القديمة (موط) والهيروغليفية (اونم) بمعنى كل - (وامبو) مأخوذة من كلمة (امنموا) القبطية بمعنى اشرب.. أما إذا أرادت الأم أن تنهر طفلها تقول له (كخة) وهذه الكلمة قديمة ومعناها القذارة.. وإذا أرادت أن تعلمه المشي قالت له (تاتا خطي العتبة) وتاتا فى الهيروغليفية معناها (امشي).

بقي أن أقول إنني أفهم سرعة انتقال مفردات أجزاء الآلات كالسيارات مثلاً إلى لغتنا، لكنني لا أفسّر سرعة انتقال مفردات عادية ذات صلة بالسلوك البشري، من التركية إلى لغة التخاطب اليومية العربية مثل مفردة (مشوار).

المصدر: http://www.alriyadh.com/1542810

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك