المعاجم اللغوية في خدمة النص القرآني

أحمد أبوزيد

باحث دراسات إسلامية

 

شملت الألفاظ والآيات والموضوعات والمعاني والأمثال والأرقام

المعاجم اللغوية في خدمة النص القرآني

45-616.jpg

كان القرآن الكريم، بثروته اللفظية الزاخرة، ولا يزال حتى يومنا هذا، محطّ عناية العلماء والدارسين والباحثين عبر العصور، لفهم دلالاته وأحكامه على المراد منها. ولذلك حظيت الألفاظ القرآنية باهتمام العلماء منذ الصدر الأول من الإسلام، وأُفردت لها مصنفات عديدة تندّ عن الحصر، فتعددت المعاجم والموسوعات التي عنيت بالنص القرآني وعلومه، من حيث الألفاظ والآيات والمعاني والأعلام والأرقام والموضوعات والقراءات وإعراب المفردات، والتفسير والتجويد والبديع وإعجاز الآيات، حتى ظهرت آلاف المعاجم والقواميس التي دارت حول القرآن وعلوم.

ارتباط العرب بالمعاجم ارتباط وثيق، فقد برعوا عبر العصور في صناعة المعاجم اللغوية، وبرز المعجم العربي متفردا بعد ظهور الإسلام، باعتباره ثمرة من ثمار القرآن الكريم، واستطاع منذ ظهوره أن يشق لنفسه طريقا مستقلا، وأن يحقق من التفوق والتميز ما جعله ينافس معاجم الشعوب الأخرى. وقد عبر خبير المعاجم الأوروبي هايوود Haywood عن المكانة المرموقة للمعجم العربي بقوله: «الحقيقة أن العرب في مجال المعجم يحتلون مكان المركز، سواء في الزمان أو المكان، بالنسبة إلى العالم القديم والحديث، وبالنسبة إلى الشرق والغرب».

وكان هذا التفوق والريادة للمعاجم العربية -على حد قول الدكتور أحمد مختار (عمر رائد المعاجم)- نتاج عوامل أربعة هي:

1- التفكير المبكر في عمل المعجم، حيث ظهر أول معجم كامل في منتصف القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) على يد العالم اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي.

2- التفرد بهدف غاب في معاجم الشعوب الأخرى، وهو تسجيل المادة اللغوية بصورة شاملة، وشرحها بطريقة منظمة، في حين أن معاجم الشعوب الأخرى مجرد قوائم لشرح الكلمات النادرة أو الصعبة.

3- كثرة ما ظهر من معاجم عربية على امتداد السنوات والقرون، حتى إن عدها يكاد يندّ عن الحصر.

4- تنويع أشكال المعاجم العربية بصورة كبيرة، وبشكل يستنفد كل الاحتمالات العقلية الممكنة للترتيب.

فهرسة القرآن الكريم

لاشك أن القرآن الكريم كان له الفضل في تفوق المعاجم العربية عبر العصور، حيث شغلت فهرسته، من حيث اللفظ والآية والموضوع وغير ذلك من علوم قرآنية، الكثير من العلماء، وذلك لأهميتها القصوى للدارسين والباحثين، حيث تيسر الاستفادة من ألفاظ القرآن وآياته وموضوعاته والوصول إليها بسهولة من دون مشقة البحث، لمعرفة موقع لفظ معين أو آية معينة ورقمها وسورتها وما يتشابه معها من آيات في سورة أخرى.

البداية مع غريب القرآن

وقد جاء التفكير في وضع المعاجم القرآنية والمعاجم العربية عموما في وقت مبكر، عقب نزول القرآن الكريم، ودخول غير العرب في الإسلام واستعصاء بعض مفردات القرآن على الكثير منهم، مما استدعى شرح غريب القرآن والحديث ولغة العرب عموما.

ومن هنا ارتبطت بداية المعاجم العربية بغريب القرآن ارتباطا وثيقا، فقد أوجَدَتْها الحاجة إلى تفسير ألفاظ قرآنية، خفيت على بعض العرب، الذين لم يكن لهم عهد بها، ربما لأنها لم تكن من لغة قبائلهم، فالقرآن عربي ونزل بلغة العرب عامة، ولكن كانت فيه ألفاظ خاصة ببعض القبائل، دون بعضها الآخر، فاحتاج الأمر إلى أن تُفَسّر هذه الألفاظ، حتى لا يظل في القرآن لفظ غامض.

وتعدّ المصنفات في شرح «غريب القرآن»، على اختلاف مناهجها وطرق ترتيبها، باكورة المعاجم القرآنية، بل بداية الحركة المعجمية والعلمية بوجه عام، يقول الدكتور حسين نصار: «وكانت هذه الحركة التي ترمي إلى توضيح آيات القرآن، هي الحركة العلمية الأولى عند المسلمين، فما اتصل بالقرآن من علوم كان أولها ظهورا، وما ابتعد عنه كان من آخرها، وليس فيما أحسب من شيء أكثر صلة به من محاولة فهمه بإدراك غريبه ومشكله، فتفسير غريب القرآن ومشكله أُولى الحركات العلمية التي رآها العرب».

وكانت أولى الرسائل المعجمية في القرآن الكريم تنتسب لعبدالله بن عباس  "رضي الله عنه" ، الذي أجاب فيها على أسئلة نافع بن الأزرق، والمسماة «مسائل نافع بن الأزرق في القرآن»، ثم توالت الرسائل في هذا المجال ومنها: «غريب القرآن» لأبي سعيد أبان بن تغلب المعروف بالجريري، و«تفسير غريب القرآن» لأبي عبدالله مالك بن أنس بن مالك.

وهكذا اقتصرت جهود السابقين من علمائنا على اختيار الألفاظ الغريبة، لحاجتهم إلى معنى اللفظ القرآني وشرح غريبه، ثم تصنيف ذلك وفق منهج مختار؛ ولم تتجه جهودهم إلى صنع فهارس شاملة لكلمات القرآن الكريم لعدم مسيس الحاجة إلى ذلك؛ إذ لم يكن عزيزا على الناشئة الاسترشاد إلى مواضع الآيات في المصحف الشريف، فضلا عن العلماء والباحثين، فعامتهم من الحفظة لكتاب الله عز وجل.

معاجم الألفاظ

في العصر الحديث تطورت الصناعة المعجمية عالميا، وخضعت لمواصفات عامة، واستخدمت الأجهزة الحديثة لبناء قواعد للبيانات والاستفادة منها في الحصول على المادة وترتيبها، وبرزت اتجاهات متعددة في صنع المعاجم، كان من بينها «المعاجم المفهرسة»، التي تعتمد على إحصاء مواد الدراسة إحصاء دقيقا، ثم فهرستها وتصنيفها تمهيدا لدراستها.

ومن هنا ظهرت الحاجة إلى فهرسة سائر ألفاظ القرآن الكريم والدلالة على مواضعها في المصحف الشريف، وعرف الباحثون ما سمي بـ «المعاجم المفهرِسة لألفاظ القرآن الكريم».

دور المستشرقين

كان للمستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الإسلام، دور في وضع هذا النوع من المعاجم اللفظية للقرآن الكريم، حيث اتجه نفر منهم إلى إحصاء ألفاظ القرآن والحديث الشريف، ووضع فهارس شاملة للدلالة على مواضعها في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، مما ييسر على الباحث العثور على طلبه بأقصر وقت وأيسر مؤونة.

ففي سنة 1842م، قام المستشرق الألماني فلوجل بوضع أول فهرس شامل للقرآن الكريم، أسماه: «نجوم الفرقان في أطراف القران»، وكان يعد في هذه الفترة خير ما أُلِّف وأكثره استيعابا في هذا المجال من دون منازع.

مراجعة وتنقية

لكن هذا المعجم على أهميته كان في حاجة إلى مراجعة وتنقية من علماء الإسلام، وهذا ما قام به الباحث محمد فؤاد عبدالباقي، الذي عكف على مراجعته على معاجم اللغة وتفاسير الأئمة اللغويين، وناقش مواده حتى أرجع كل مادة إلى بابها، وجعل هذا المعجم أساسا لمعجمه الخاص بألفاظ القرآن الكريم والذي سماه «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم». ولكي يأتي معجمه دقيقا وخاليا من الأخطاء والملابسات، اختار عبدالباقي لجنة من العلماء المخلصين، وعرض عليهم مواد هذا المعجم لإقرارها وتصويب ما فيها من خطأ في ضوء معاجم وتفاسير القرآن.

وقام عبدالباقي في معجمه الجديد برد رقم آيات مصحف فلوجل إلى رقم آيات مصحف الملك فؤاد، وأضاف تحت كل لفظة رقما يدل على عدد مرات ورودها في الكتاب الكريم، ورمز أمام كل آية مكية بحرف «ك»، وأمام كل آية مدنية بحرف «م»، ولم يسقط منه غير خمس عشرة لفظة أوردها في المقدمة جدولا بالألفاظ التي قد تعذر العثور عليها، وانتهى عبدالباقي من تبيض معجمه ومراجعته المراجعة النهائية على المصحف الشريف في 4 ربيع الأول 1364هـ (17 فبراير 1945م)، وهو يقع في 780 صفحة. واختلفت دور النشر في طباعة هذا المعجم لألفاظ القرآن، فمنهم من طبعه متضمنا المصحف الشريف، ومنهم من طبعة من دون المصحف.

معجم المجمع اللغوي

لم يكن هذا هو المعجم الوحيد لألفاظ القرآن الكريم، بل قام مجمع اللغة العربية في القاهرة بوضع «معجم ألفاظ القرآن الكريم»، الذي يضم كل ألفاظ القرآن ودلالاتها، ومواضعها في القرآن الكريم. وصدر منه ثلاث طبعات، أولاها سنة 1953م في ستة أجزاء، وأعيد طبع هذا المعجم مرة أخرى في مجلدين سنة 1970م، ثم أخرجته دار الشروق في مجلد واحد سنة 1982م. وبعد ذلك شكلت لجنة لوضع منهج موحد، ولإعادة النظر في بعض الأمور التي وردت بالطبعات السابقة، وفي سنة 1989م ظهرت طبعة منقحة من هذا المعجم، وأخرى سنة 1990م.

وقد انطلقت فكرة تأليف هذا المعجم من أن العناية باللغة تتمثل في العناية بأهم عنصر فيها وهو الألفاظ القرآنية؛ إذ إن القرآن الكريم هو الأساس المتين للغة العربية، وروعي أن يكون هذا المعجم علميا وافيا، بذكر الاشتقاقات والأصول، وأقوال المفسرين، مستخدما العلم الحديث في إعداده بوسائله المختلفة.

معجم الآيات

جاءت بعد ذلك محاولة أخرى لفهرسة القرآن الكريم، وذلك بوضع معجم مفهرس لآياته الكريمات، بحيث يسهل الرجوع إليها، ومعرفة رقمها وسورتها، وقام بهذا العمل الباحث محمد منير ابن عبده الدمشقي، ورتبه على حروف المعجم اللغوي، وأورد الآية ورقمها، والجزء الذي تقع فيه، مع بيان مرجع معناها من تفسير روح المعاني للعلامة الألوسي الفقيه، وتفسير ابن جرير الطبري، وقد سمي هذا المعجم «إرشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين»، وطبع بعد ذلك باسم «المعجم المفهرس لآيات القرآن الكريم». وافتتحه واضعه بمقدمة في علم التفسير، وما خفي من معاني ألفاظ القرآن الكريم، وبديع أسلوبه وإعجازه، وفنون التفسير.

< المعجم الموضوعي

وتبعت هذه المحاولة المهمة لفهرسة آيات القرآن الكريم محاولة أخرى جادة في هذا المجال، تمثلت في وضع «معجم موضوعي للقرآن الكريم»، يقسم آياته حسب موضوعها، ويجمعها في أبواب مستقلة، بحيث يسهل الرجوع إلى جميع الآيات التي وردت في موضوع معين، ومعرفة أرقامها ومواقعها من القرآن والسور التي وردت فيها.

وقد قام بهذه المحاولة الباحث صبحي عبدالرؤوف عصر، وقسم معجمه إلى ثلاثة أقسام كبرى تندرج تحتها معظم آيات القرآن، إن لم تكن كلها، وهي: أركان الإيمان والإسلام، والتقوى، والكفر والفسوق والعصيان.

وقسم كلا منها إلى موضوعات فرعية، فشمل القسم الأول، وهو أركان الإيمان والإسلام، تسعة موضوعات، وشمل قسم التقوى مئة وواحد موضوع، وشمل قسم الكفر والفسوق والعصيان مئة وستة وخمسين موضوعا.

وتحت هذه الأقسام الثلاثة الكبرى وموضوعاتها الفرعية، جمع المعجم كل ما له صلة بها، بطريقة جديدة مبتكرة تيسر على الباحث مهمته، وتعين الواعظ في إرشاده، وتسهل على طلاب العلم الاستفادة من القرآن، وتوفر لهم الجهد والوقت.

وجاء هذا المعجم دقيقا في ترتيبه وتنسيقه ميسورا في تناوله، فلم يكن معجم كلمات ولا معجم آيات، ولكنه معجم موضوعي للقرآن الكريم، أكمل رسالة ما سبقه من معاجم للكلمات والآيات.

المعجم الموسوعي

إذا كانت المعاجم السابقة قد تميزت ببساطتها، واقتصرت على فهرسة الألفاظ والآيات والموضوعات، فقد خطا الدكتور أحمد مختار عمر، رائد المعاجم، خطوة كبيرة بمعجمه الموسوعي لألفاظ القرآن الكريم وقراءاته، والذي صدر عام 2003م في 1500 صفحة، ويعد من أبرز أعماله، حيث يتعمق في الجوانب اللغوية لألفاظ القرآن الكريم ومعانيها وتفسيرها.

وهذا المعجم الموسوعي يجمع ثلاثة معاجم في مجلد واحد:

- الأول: معجم لغوي لألفاظ القرآن الكريم يتناول الجوانب اللغوية المتعددة لكل لفظ، بما يشمل جذر الكلمة أو حروفها الأصلية، ونوعها، ووزنها، وبيان معاني الكلمة، مع تحديد المجال الدلالي.

- الثاني: معجم مفهرس لألفاظ القرآن الكريم، يضع جميع كلماته في ترتيب ألف بائي، سواء كانت أسماء أم أفعالا أم أدوات أم ضمائر منفصلة، وهو ما يتم جمعه للمرة الأولى في مكان واحد.

- الثالث: يجمع بين العمل الفهرسي الإحصائي من ناحية، والتفسيري التخريجي من ناحية أخرى، ويشمل المعلومات عن كل قراءة، وجذور الكلمة ومصادرها وتخريجها اللغوي ومجالها الدلالي.

وتظهر موسوعية هذا العمل في جمعه بين ألفاظ القرآن الكريم والقراءات القرآنية، ومزاوجته بين العمل التفسيري والعمل الفهرسي، وتغطيته الجوانب اللغوية المتعددة للفظ، واهتمامه بالمعلومات الموسوعية التي تشمل ما ورد في القرآن الكريم من أعلام وأماكن ومواقع وأحداث تاريخية.

ويفيد هذا المعجم المتخصصين في حقل الدراسات اللغوية والقرآنية من خلال تزويدهم بالمعلومات اللغوية الرئيسية عن كل كلمة من ناحية، وفتح مجالات متنوعة للبحث أمامهم من ناحية أخرى. وتشمل هذه المجالات دراسة الجوانب الصرفية، والاشتقاقية، والدلالية، ومعاني الأوزان، وتبادل الصيغ، وبعض الظواهر اللغوية الأخرى، مثل: المشترك اللفظي، والترادف، والتضاد، والمجالات الدلالية.. وغيرها.

معجم القراءات القرآنية

ولم يقتصر عطاء مختار عمر على هذا المعجم الموسوعي، بل تنوع في مجال الدراسات القرآنية، فوضع، بالاشتراك مع الدكتور عبدالعال سالم، سنة 1985م «معجم القراءات القرآنية» في ثمانية أجزاء، مع تقديم طويل يكاد يكون كتابا في تاريخ القرآن الكريم والقراءات وأشهر القراء.

ويحوي هذا المعجم ثروة لغوية ضخمة لا يستغني عنها دارس للغة العربية، وقد اعتمد هذا المعجم على عدد كبير من المصادر، روعي فيها استيعاب المصادر الرئيسية للقراءات السبع والعشر والأربع عشرة والشاذة، مثل السبعة لابن مجاهد، والتيسير للداني، والحجة لابن خالويه، والمحتسب لابن جني وغيرها.

كما اشتملت على المصادر الرئيسية في التفسير وإعراب القرآن، مثل: معاني القرآن للفراء، ومعاني القرآن للأخفش، وإعراب القرآن المنسوب للنحاس، ومفاتيح الغيب للرازي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي. ورتبت القراءات على حسب ترتيب المصحف، مع الاعتماد أساسا على قراءة حفص.

ونجد أيضا معجمه عن «ألفاظ الحضارة في القرآن الكريم»، وهو يدل على وعي ثقافي رائد يسعى بصدق من أعماق التخصص لنفض الافتراءات عن الإسلام وحضارته.

المعجم الاشتقاقي لألفاظ القرآن

وتتواصل جهود العلماء المعجميين لخدمة النص القرآني، فنجد «المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم»، الذي وضعه الدكتور محمد حسن جبل، وصدر عن مكتبة الآداب بالقاهرة سنة 1432هـ، في أربعة مجلدات، رُقِّمت ترقيما متواصلا، فبلغ مجموع صفحاته 2415 صفحة.

وهذا المعجم أصله رسالة تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه، ويعتبر من أجود الأعمال التي قدمت خدمة لمفردات القرآن الكريم، فقد اشتمل على:

1- بيان المعنى المحوري العام لكل من التراكيب القرآنية وفصولها المعجمية، حيث تعرض لنحو 2300 تركيب، منها نحو 1700 هي التراكيب التي بنيت منها ألفاظ القرآن الكريم.

2- تفسير كل من ألفاظ القرآن الكريم في سياقاتها القرآنية، تفسيرا موثقا من معاجم اللغة وتفاسير القرآن الكريم المشهورة.

3- بيان اشتقاق كل من ألفاظ تلك التراكيب: قرآنية أو لغوية غير قرآنية.

4- بيان المعنى اللغوي لكل من الأصوات التي تتكون منها كل التراكيب في هذا المعجم مطبقة في المعنى المحوري لكل تركيب، وقد بلغت 397 تحليلا صوتيا.

وقد استهدف المؤلف من هذا المعجم تقديم تفسير لمفردات القرآن الكريم موثق ومؤصل، لأن الاشتقاق هو أكمل الطرق في تعريف مدلولات الألفاظ، وذلك حسما للتردد الذي يقع فيه دارس تفسير القرآن الكريم أو الباحث في مفرداته عندما يواجه بأن هناك أقوالا كثيرة في بيان معنى المفردة القرآنية.

وبذل فيه مؤلفه جهدا كبيرا، وأودع فيه خلاصة علوم الأولين الذين أبدعوا في بيان المفردات اللغوية كابن فارس وابن جني وأمثالهما ممن عني بالدراسات المعجمية، وقد نجح في توظيف علوم السلف من اللغويين والمفسرين، والجمع بينها، والاستدراك عليها بعلم وأدب.

معجم التجويد والقراءات

بعد ذلك نجد «معجم مصطلحات التجويد والقراءات» للدكتور إبراهيم الدوسري، الذي صدر عن عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وهو يقع في 162 صفحة من القطع العادي، وقد اشتمل على التعريف بأربعمئة مصطلح أو يزيد دون اعتبار المكرر، والذي يقارب المئتين مصطلح، ورتبه مؤلفه على الترتيب الهجائي الألفبائي دون اعتبار «ال» التعريف. وذكر أن الهدف من هذا المعجم حصر مصطلحات التجويد والقراءات، وتحديد مدلولاتها على وجه الإيجاز من خلال مصادر التجويد والقراءات.

وهذا المعجم يخدم الباحثين في الدراسات القرآنية وغيرها، فلطالما احتاجوا إلى معرفة معاني مصطلحات التجويد والقراءات عند القراء، مثل: النَّصِّ، أهلِ الأداء، القياس، الاختيار، الإرداف، الانفرادة، التركيب، التخليص، الهمزة المطوَّلَة.. إلى آخر ذلك من مصطلحات التجويد والقراءات.

معجم التراكيب

وهناك المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظا في القرآن الكريم، للدكتور محمد زكي محمد خضر، والذي يضع فهرسا للتراكيب المتشابهة في القرآن الكريم بين يدي الباحثين والدارسين للقرآن الكريم، بحيث ينتفع به الباحثون في اللغة العربية، وفي الإعجاز، وفي متشابه القرآن، وفي التفسير الموضوعي، وفي مواضيع متعددة أخرى، كما ينفع من يريد أن يحفظ كتاب الله ويراجع الحفظ، ويساعد في تثبيت كتاب الله في الصدور.

وقد تم إنجاز هذا المعجم باستعمال الحاسوب، بحيث ضم كل تركيب لفظي فيه نوع من التكرار أو التشابه اللفظي. ويقصد بالعبارات المتشابهة لفظا تلك العبارات التي يشترك بعضها مع بعض. وقد تم تبويب العبارات حتى وإن اختلفت في التشكيل أو بسوابق الكلمات أو بلواحقها من ضمائر أو غيرها. وهذا المعجم مفهرس أبجديا حسب جذور الكلمة المختلفة في العبارات المتشابهة، ويتضمن الإشارة إلى السور وأرقام الآيات التي وردت فيها العبارات، ويشير إلى عدد مرات تكرار العبارات المتطابقة تماما بكل ألفاظها. وهو يحتوي على 44439 عبارة مختلفة تماما أو مختلفة جزئيا، ويحوي إشارات إلى 78306 مواضع في القرآن الكريم.

معجم الأمثال

ومن المعاجم القرآنية المهمة «معجم الأمثال في القرآن الكريم» للباحث سميح عاطف الزين، وهو يقع في 686 صفحة، ويضم جميع أمثال القرآن الملفوظة، منسقة على أساس سور القرآن الكريم؛ ابتداء بسورة البقرة، وانتهاء بسورة الفيل التي تنتهي بآخر مثل: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (الفيل:5). وقد جعله صاحبه على هذا الترتيب، حيث لا تتجلى عظمة الأمثال في القرآن إلا في سياق السورة الموجودة فيها، وفي الموضع المرسوم لها بين آيات هذه السورة. وقد جعل كل سورة بالأمثال الواردة فيها منفصلة عن السورة التي تليها بأمثالها، وابتدأ بالمثل الأول في سورة البقرة، وأشار بالرقم إلى ورود المثل في أي آية وفي أي صفحة من هذا الكتاب.

ومن المعروف أن الله سبحانه وتعالى ضرب الأمثال في القرآن الكريم للناس جميعهم، وليس للمؤمنين وحدهم، لتذكرهم وتعظهم بما تحمل من تصوير للنماذج البشرية المتنوعة، وبما تقدم من الأدلة والبراهين التي تهدي إلى الإيمان والعمل الصالح.

معجم الأرقام

وقد انبرى باحث آخر، هو محمد السيد الداودي، ليقدم لنا معجما للأرقام في القرآن الكريم، وهو فريد في نوعه، وبسيط، وقليل الصفحات، حيث لا تزيد صفحاته على 134 صفحة، ويستوعب كل ما ورد في القرآن من أرقام، مع إحاطة كل رقم بما يتطلبه من فقه ولغة وتاريخ وأسباب نزول الآيات التي ورد فيها الرقم وتفسيرها، والهدف والحكمة المستفادة منها، وفيه حصر دقيق لعدد الآيات والمواضع التي ورد فيها كل رقم.

معجم الأعلام القرآنية

كما نجد من المعاجم القرآنية المهمة «معجم الألفاظ والأعلام القرآنية»، الذي وضعه الباحث محمد إسماعيل ابن إبراهيم، وهو يهدف إلى حصر جميع ألفاظ القرآن الكريم والأعلام الشخصية والجغرافية الواردة فيه، فيذكر عدد مرات ورودها، ثم يورد بيان مدلولها اللغوي ومدلولها في السياق القرآني، ويشير إلى بعض الأساليب البيانية والمعاني الخاصة، ثم يسرد الآيات الواردة فيها اللفظة، وإذا كانت كثيرة اكتفى بذكر بعضها والإحالة إلى الآيات الأخرى بذكر رقمها واسم السورة. أما في الأعلام الشخصية والجغرافية فيورد العلم، ويذكر عدد مرات وروده في القرآن، ثم يشير إلى الآية أو الآيات التي ورد ذكره فيها، مع ذكر اسم السورة، ويتبع ذلك بتعريف موجز عنه.

http://alwaei.gov.kw/Site/Pages/ChildDetails.aspx?PageId=1102&Vol=616

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك