التبديل والتحريف في الشرائع السابقة

 

قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران:78]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [النساء:46].

 

والناظر في كتب أهل الكتاب يجد اختلافات كثيرة جداً، ولو كانت هذه الكتب من عند الله لما وُجِد فيها أي خلاف؛ لأن الله حق ولا يقول إلا الحق وهو علام الغيوب لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء.

 

فمن هذه الاختلافات:

1- في سفر صموئيل الثاني الآية التاسعة من الباب الرابع والعشرين: " وكان عدد بني إسرائيل (800) رجل بطل يضرب بالسيف، ورجال يهوذا عدتهم (500) ألف رجل مقاتلة ".

 

وفي الآية الخامسة من الباب الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا: " وكان عدد كل إسرائيل ألف ألف ومائة ألف رجل جاذب سيف، ويهوذا (470) ألف رجل مقاتلة "!!

 

2- في الآية الثالثة عشرة من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني: " وأتى جاد إلى داود وأخبره قائلاً: إما أن يكون سبعة سنين جوعاً لك في أرضك ".

 

وفي الآية الثانية عشرة من الباب الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا: " إما ثلاثة سنين جوعاً "!!

 

وقد أقر مفسروهم أن الأول غلط!!

 

3- الآية السادسة والعشرون من الباب الثامن من سفر الملوك الثاني: " وكان قد أتى على أخزيا اثنان وعشرون سنة إذ مَلَك ".

 

وفي الآية الثانية من الباب الثاني والعشرين من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا: " ابن اثنين وأربعين سنة كان أخزيا "!!

 

وقد أقر مفسروهم أن الثاني غلط!!

 

4- بين الآية الثامنة من الباب الثالث والعشرين من سفر صموئيل الثاني والآية الحادية عشرة من الباب الحادي عشر من السفر الأول من أخبار الأيام اختلاف واضح، قال آدم كلارك في ذيل شرح عبارة صموئيل: قال الدكتور كني كات: إن في هذه الآية ثلاث تحريفات جسيمة اهـ!!!

 

5- بين الآية الحادية والثلاثين من الباب الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني، والآية الثالثة من الباب العشرين من السفر الأول من أخبار الأيام اختلاف واضح أيضا، قال هورن في المجلد الأول من تفسيره: إن عبارة سفر صموئيل صحيحة فلتُجعل عبارة سفر أخبار الأيام مثلها. اهـ.

 

فعنده عبارة سفر أخبار الأيام غلط، وانظر كيف أمر بالإصلاح والتحريف!!

 

والعجيب أن مترجم الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844م جعل عبارة سفر صموئيل مثل عبارة سفر أخبار الأيام التي غلّطها هورن!! وكذلك في طبعة سنة 1865م!! فالتحريف سجية أهل الكتاب من قديم الزمان؛ ولذا لا يجوز قراءة كتبهم إلا لمن يريد الرد عليهم وبيان تحريف كتبهم!

 

6- من قابل بيان نسب المسيح عليه الصلاة والسلام الذي في إنجيل متّى بالبيان الذي في إنجيل لوقا يجد ستة اختلافات منها:

أن نسب عيسى في إنجيل متّى (1/1-17) هو: عيسى بن يوسف بن يعقوب، وفيه أنه من نسل سليمان بن داود.

 

وفي إنجيل لوقا (3/ 23-38): عيسى بن يوسف بن هالي، وفيه أنه من نسل ناثان بن داود!!

 

وفي إنجيل متّى بين المسيح وداود ستة وعشرون أباً، وفي إنجيل لوقا بين المسيح وداود واحد وأربعون أباً!!

 

وقد تحيَّر علماء النصارى من هذا الاختلاف الواضح الفاضح، واعترف جماعة من المحققين منهم مثل أكهارن وكيسر وهيس وديوت ووينر وفرش وغيرهم من المفسرين المشهورين بأن هذا اختلاف معنوي وليس لفظيا، وآدم كلارك نقل في ذيل شرح الباب الثالث من إنجيل لوقا عن مستر هارمرسي ص 408 من المجلد الخامس قوله: كانت أوراق النسب تحفظ في اليهود حفظاً جيداً، ويعلم كل ذي علم أن متّى ولوقا اختلفا في بيان نسب الرب اختلافاً تحيّر فيه المحققون من القدماء والمتأخرين!!

 

والعجب كل العجب أن كتب النصارى تنسب عيسى لإنسان، ثم يعتقدون أنه ابن الله سبحان الله وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، وفي كتبهم التصريح بأنه ابن الإنسان في مواضع كثيرة كما في إنجيل متى (8/20)، (9/6)، (16/13)، (17/9)، (18/11)، (19/28)، (20 /18)، (24/27)، (26/24)، فما أضل النصارى!!





المصدر: http://www.alukah.net/sharia/0/90985/#ixzz4MBYgbhkB

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك