نصوص يهوديّة حول بدايات الإسلام

ما من شك أن معرفة المسلمين الناطقين بالعربيّة بالتراث العبراني، قديمه وحديثه؛ أدنى من أن تذكر. مع أن هذا التراث، خاصة قديمه، يمتلك من الموازيات مع التراث الإسلامي ما يبهر، كما نثبت في سلسلتنا؛ مصادر القرآن الكريم، بالتوثيق الدامغ.

من الأهميّة بمكان أن نشير إلى أنّه ثمّة نصوص عبرانيّة كتبت في حقبة بدايات الإسلام، يمكن أن تساعدنا كثيراً في تكملة " لغز puzzle " لوحة التاريخ الإسلامي، التي تحتاج إلى قطع لا نهاية لها من أجل إكمالها. هذه النصوص، وفق حدود علمنا؛ هي: صلاة الحاخام شمعون بار [ بن ] يوحاي، أسرار الحاخام شمعون بار يوحاي، الملوك الأربعة وقصيدة في ذلك اليوم. لا يمكن فهم أي من هذه النصوص الأربعة إلا باستخدام تحليل الرموز، التي يجيدها اليهود. وبعد لقائنا بالعلامة برنارد لويس، حصلنا على تفسيره لبعض من هذه المدراشيم. لكننا اجتهدنا، وأعدنا دراسة ما كتبه العلامة اليهودي الأبرز، وكانت لنا آراء قد لا تتماثل تماماً مع آراء المعلّم الكبير. ونحن، هنا، سنقدّم للدراسة وإبداء الرأي بعضاً من هذه النصوص، بترجمة حرفيّة مع إضافات بين قوسين لا بدّ منها، ثم نقدّم تفاسير العلامة لويس، لنختم الأمر بتفسيرنا الشخصي.ّ

لكن: من هو شمعون بار يوحاي الذي ينسب هذا المدراش إليه؟ الحاخام شمعون بار يوحاي (بالآراميّة: רבן שמעון בר יוחאי؛ بالعبريّة רשב"י، أو راش-بي، وهي الأحرف الأولى من شمعون بار يوحاي )، هو حاخام شهير عاش في حقبة التنايم ( علماء المشناه ) في فلسطين الحاليّة زمن الاحتلال الروماني، أي بعد دمار الهيكل عام 70 م. كان واحداً من أبرز تلامذة الحاخام عقيبا، وتنسب له كثير من مقاطع الزوهار، النص الرئيس المعتمد عند القبالة، الصوفيين اليهود. كما تعزى له نصوص تشريعيّة هامّة تدعى سيفره والميخلتا. في المشنا، يشار إليه باسم " الحاخام شمعون " ليس إلا. كان ابنه إليعيزر بن شمعون عالماً شهيراً أيضاً.

يقول التلمود، إنّ الحاخام شمعون بار يوحاي وجه انتقادات حادة للحكومة الرومانيّة، فأجبر على الاختباء مع ابنه ثلاثة عشر عاماً. التجأ الاثنان إلى مغارة قرب بئكين حيث يقول التقليد إنّ شجرة ترعرت قرب باب المغارة كانت تلقي بظلالها والماء العذب عليهما. ويكمل التقليد بأن الإثنين كانا ينزعان ثيابهما، لمقاومة الجوع والعطش، باستثناء أوقات الصلاة، ويطمران نفسيهما حتى الرقبة في الرمال، ويدرسان التوراة طيلة اليوم.

بالمقابل، يرى المؤرّخ هاينريش غراتيس أن تفوّهات الحاخام شمعون ضدّ الرومان قادت إلى إدانته عام 161 م. تقريباً. ففرّ من هذا الحكم وأقام بين القوافل بضع سنين. ثم استقرّ في طبريّة ومدن الجليل الأخرى.

اشتهر الرجل كصانع معجزات، وعلى هذا الأساس أرسل إلى روما في وفد، حيث تخبرنا الأساطير أنه أخرج من ابنة الإمبراطور شيطاناً دخل جسدها عنوة ليمكّن الحاخام شمعون من القيام بهذه المعجزة. ويقال إنه دفن مع ابنه على جبل ميرون.

النصّ التالي يعزى للحاخام شمعون، مكتوب على شكل رؤيا رآها الرجل حين كان مختبئاً. ومن النقديّة النصيّة للمدراش، يتبيّن لنا أنّ " الصلاة " كتبت بعد شمعون بزمن طويل، وعزيت إليه فقط لإعطائها ما أمكن من الاحترام وربما القداسة.

{{صلاة الحاخام شمعون بار يوحاي}}

مترجمة عن النص الذي حرّره أدولف يلينيك،

, Bet ha-Midrasch: Sammlung kleiner Midraschim und vermischter Abhandlungen aus der jüdischen Literatur (6 vols.; Leipzig, 1853-77; repr., Jerusalem: Bamberger & Wahrmann, 1938), 4:117-26.

نص يلينيك بدوره أعيد إنتاجه وتصليحه وإضافة ملحقات إليه من قبل يهودا إفن شموئيل،

, Midreshey ge'ullah (2d ed.; Jerusalem: Mosad Bialik, 1954), 268-86.

من أجل مناقشة هذا العمل، أنظر: موزيس بوتنفيزر،

For discussion of this work, see Moses Buttenwieser, Outline of the Neo-Hebraic Apocalyptic Literature (Cincinnati: Jennings & Pye, 1901), 41.

صدرت ترجمة ودراسة هامة أعدها برنارد لويس،

“An Apocalyptic Vision of Islamic History,” BSOAS 13 (1949-51): 308-38;

وقد قبل بالبراهين التي قدمت فيها سالو م. بارون،

A Social and Religious History of the Jews (18 vols.; 2d ed.; New York and Philadelphia: Columbia University Press and the Jewish Publication Society, 1952-83), 3:93, 274 n.27.

هذه هي الأسرار والنصوص الموحاة التي أفشيت أسرارها للحاخام شمعون. هذا هو الحاخام شمعون بن يوحاي الذي أرسلوه من أورشليم إلى روما (كي يستعطف) القيصر. حين كان (ما يزال مسافراً) على السفينة، ظهر له أشميداي، حاكم الشياطين، (في) حلم. توجه (أشميداي) بالكلام إليه، " ماذا أستطيع أن أفعل لأجلك! ". أجاب الحاخام شمعون، " من أنت ؟ ". أجاب: " أنا أشميداي، الذي أرسله القدوس، المبارك، لإنجاز معجزة لأجلك " صاح مندهشاً: " يا سيّد الكون! لهاجر، جارية سارة، أرسلت ملاكاً، لكنك أرسلت لي حاكم الشياطين؟ قال له أشميداي، " هل ما يهمّ مصدر المعجزة – سواء مني أم من ملاك – ما دامت الأماني تتحقق؟" أكمل أشميداي: " سوف أذهب الآن لأدخل (أتملّك) جسد ابنة قيصر. سوف أضعفها وأجعلها تصرخ باسمك (الحاخام شمعون! الحاخام شمعون!). سوف تأتي أنت عندئذ ويطلبون منك إخراجي بحيث يمكن أن أترك المنزل، فأقول " لا أغادر ما لم تحقّقوا أمنيات الحاخام شمعون وتلبّوا رغباته!".

غادر أشميداي وذهب إلى قصر قيصر وفعل كل ما قال للحاخام شمعون (أنه سيفعله). نهضت ابنة قيصر (من سريرها؟) فدخل فيها. حالما دخل فيها، كسّرت كلّ الآنية الفخاريّة في قصر والدها، وكانت تصيح، " حاخام شمعون! شمعون بن يوحاي". بعد بضعة أيام وصلت السفينة، وكان حاخام شمعون على سطحها. ذهبوا إلى قيصر وأعلموه (بهذه الأخبار). أرسل قيصر في طلبه وقال له، " ما هي أمنيتك؟". أجاب، " يهود أورشليم أرسلوا إليك هديّة ". قال له (قيصر)، " لن أقبل منك شيئاً، ولا أريد شيئاً (منك) غير أن تطرد هذا الشيطان من ابنتي. ليس عندي من يخلفني في حكمي عداها، لأنه ليس لي من ذرية أخرى". ذهب حاخام شمعون وخاطبه قائلاً: " أشميداي! أخرج من الآنسة!" أجاب أشميداي، " لن أخرج ما لم يفعلوا كل ما ترغب ( منهم أن يقوموا به )!" كرّر هذا عدداً من المرات – " لن أغادر (الفتاة) حتى يلبّوا رغباتك !"

عندئذ ذهب الحاكم وأرسل إلى كل شيوخه وأمرائه وخدمه. سألهم: " ما الذي تنصحونني بفعله بشأن ابنتي؟ لقد تملكها هذا الشيطان مؤخراً، لكننا أصدرنا للتوّ قوانين ضدّ اليهود بأن لا يختنوا أولادهم، لا يحفظوا السبت، أو نسمح لزوجاتهم بمراعاة (أحكام) نجاسة الحيض. إن العرف في مملكتنا أن أولئك الذين يصدرون حكماً لا يمكنهم أبداً نقضه؛ إذا نقضه حاكم، لا بد من أن يزيحوه من موقعه الملكي وفق قانون الميديين والفرس!". وقف أحد مستشاريه وقال له، " سيدي الملك، اسمح لي أن أقول لك شيئاً تشفي به ابنتك والذي يخولك من نقض كل قوانينك، لأن هذا الحكم ضد اليهود سيء لنا ولك على حد سواء." أجابه (قيصر)، " تكلّم !" أكمل (المستشار)، " لو كان للمرء عدوّ، هل أفضل أن يكون (العدو) فقيراً أم غنيّاً؟" أجاب الملك، "فقيراً". قال له المستشار، "إن من عادة اليهود عموماً أن يكدوا طول الأسبوع حيث يكدسون الثروة. في اليوم السادس ينفقونها كلها على شرف السبت. لكن الآن، حين ستقطع عادة سبتهم، فالمصادر التي تنفق في السبت سوف تترك (عوضاً عن ذلك) (غير منفقة) من قبلهم، وسوف يستمرون في جمع الثروة ليثوروا عليكم (في نهاية الأمر). بأية حال، حين تعيد إليهم السبت، سوف ينفقون مصادر عديدة فيه ويظلون فقراء". أجاب الملك، "أعيدوا السبت إليهم". قال له المستشار ذاته، " لو كان للمرء أعداء، ما الذي يفضّله لهم بأن يكونوا؟ أن يكونوا كثرة أم قلّة؟ أجاب الحاكم، " قلّة !" تابع (المستشار) قائلاً، "سيدي الملك، اليهود يختنون أولادهم حين يبلغون اليوم الثامن (تحديداً). وحتى لو أن واحداً منهم عاش (بعد عمليّة الختان)، فإن مئات (غيره) سوف يموتون! أعلن الحاكم، " أعيدوا إليهم (عرف) الختان !".

قال له ( المستشار) من جديد، سيدي الملك، (إن أحكام) نجاسة الحيض تتم كما يلي: حين يفترض أن النساء الإسرائيليات في حالة نجاسة حيض، فإن فعاليتهن الجنسيّة تكون قليلة، لأن عليهن مراعاة سبعة أيام (باعتبارها) أيام حيض وسبعة أيام (أخرى) باعتبارها أيام طهارة". أعلن الحاكم، "اسمحوا بشرعهم المتعلّق بنجاسة الحيض كالسابق!". قال الحاكم (من ثم) لحاخام شمعون، " أني أسلّم بشرطك. اذهب، أخبر الشيطان أن عليه ترك ابنتي!". أمر الحاخام شمعون أشمداي ( أن يخرج)، وغادر (الشيطان) ابنة الحاكم. أعاد الحاكم للحاخام شمعون الهدية التي أحضرها له (من أورشليم)، وأعطاه هدايا إضافيّة عديدة، وكتب لأجله رسائل إقرار لموظفه الذي كان في أورشليم. وعاد الحاخام شمعون إلى أورشليم فرحاً بمعنويات عالية، وتم إلغاء المراسيم.

كان هذا الحاخام شمعون الذي سُجن في مغارة قبل هذه (المغامرة) بسبب (اضطهادات) قيصر. صام أربعين يوماً وليلة وصلّى للرب، وهذا ما قاله في صلاته: "مبارك أنت، أيها الربّ إلهنا وإله أجدادنا، إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، أيها الإله العظيم، القدير، والرائع، الذي من رحماته خلق السماء والأرض، حي ومستمر لأبد الآبدين! أنت الممجد، المسبّح بحمدك، المعبود،المتوج، المعترف بك أحداً، لأنك ملك الملوك وربّ الأرباب! أحد (كامل)، لأنك صنو اسمك: أنت مخفي عن مرأى كل الكائنات الحيّة، و(كذلك أيضاً) اسمك مخفي؛ أنت عجائبي واسمك عجائبي؛ أنت فريد واسمك فريد! أنت الأحد الذي اختار أبراهام وأخذه من أور الكلدانيين وكشف له عن المعاناة التي سيسببها قمع الإمبراطوريات التي ستخضع المنحدرين من صلبه. أسألك الآن، أيها الإله الربّ، أن تفتح لي بوابات الصلاة وترسل لي ملاكاً يرشدني (بشأن) زمن مجيء المسيح (الذي هو) من سلالة داوود، وكيف سيجمع المنفيين من إسرائيل من كل المواضع المختلفة التي انتشروا فيها، وكم حربا عليهم خوضها بعد تجمعهم؟ أرجو أن يشرح لي الموضوع بفضل الربّ الإله! كم سيمر من (الزمن حتى مجيء زمن) الأعاجيب؟

قال حاخام شمعون: "وللحال انفتحت بوابات السماء لي وأحانت لي رؤى لله. انكببت على وجهي، وها هو صوت يناديني، " شمعون! شمعون! " أجبت وقلت للذي يناديني، "ماذا تقول؟" قال لي ربّي، " انهض من مكانك (على الأرض)". ما أن كلّمني، حتى وقفت مرتعشاً وقلت له، "ما اسمك؟" أجابني، "لماذا هذه (الحاج) للسؤال عن اسمي؟ أليس هو غير قابل للفهم؟" . قلت له، " متى يأتي مخلّص إسرائيل؟ " أجابني ( مستشهداً بسفر الخروج )، " ونظر الله بني إسرائيل وعلم الله " ( خر 25:2 ). وللتوّ جعل القينيين يمرّون أمامي. سألته، " من هؤلاء؟ " قال لي: " هؤلاء هم القينيّون ". بل أراني مملكة إسماعيل التي ستوجد بعد (مملكة) القينيين. وللتوّ انتحبت رشاشاً كثيفاً من الدموع وقلت له، " ربّي! هل سيكون له (أيضاً) قرون وحوافر يسحق بها إسرائيل ؟" أجابني، "نعم" .

كنت ما أزال أتحدث معه حين لمسني ملك كان اسمه ميتاترون " وصحاني مثل رجل يصحو من نومه ". عندما رأيته، وقفت مرتعشاً وقد " ضربني ألمي، وكدت لم أستبق قوة" وقد " تملكتني آلام كتلك التي (تعرفها) المرأة في المخاض ". قال لي، " شمعون!". أجبت، " ها أنا". قال لي، " ألا تعرف أن القدوس المبارك أرسلني إليك لإعلامك بما سألته من سؤال. الآن، وقد رأيت القينيين ومملكة إسماعيل، بكيت، لكن يجب أن تقصر بكاءك في مسألة مملكة إسماعيل فقط. لأنه خلال الحقبة الأخيرة من حكمها، سوف تقوم بمذبحة عظيمة تفوق كل المعايير ضمن إسرائيل وتصدر مراسيم قاسية ضد إسرائيل وتعلن (أن) " كل من يقرأ التوراة سوف يثقب بالسيف". إن قسماً من إسرائيل سوف يرجع إلى شرائعهم (أي، الإسماعيليين). في ذلك الوقت سيأتي القينيون إلى أورشليم، يخضعونها، ويقتلون أكثر من ألف فيها. وبسبب الضغط الذي يقيدون به إسرائيل، سيرسل القدوس، المبارك، (مزيداً) من الإسماعيليين ضدهم، وسوف يحاربونهم من أجل تخليص إسرائيل من قبضتهم. سوف يقوم رجل معتوه، مسه الشيطان – واحد يتحدّث بأكاذيب عن القدوس، المبارك – ويخضع الأرض، وسوف تكون عدائيّة بينهم ( الإسماعيليّون ) وبين أبناء عيسو.

استدرت إلى متاترون وقلت له، " هل الإسماعيليّون خلاص لإسرائيل؟ " قال لي، " ألم يتحدّث إشعياء النبي على هذا النحو؟ " فرأى إثنين من ركاب العربات، واحد يركب حماراً، (و) واحد يركب جملاً " ( إش 7:21 ). " العربات " – هذه ( الكلمة ) تشير إلى الإمبراطوريّة الأخمينيّة. " إثنان " – هذه ( الكلمة ) تشير إلى الإمبراطوريات اليونانيّة. " الراكبان " – هذه ( الكلمة ) تشير إلى الإمبراطوريّة الرومانيّة. " واحد يركب حماراً " – هذه ( العبارة ) تشير إلى المسيح، كما يشهد على ذلك الكتاب المقدّس: " متواضع يركب حماراً " ( زك 9:9 ). " واحد يركب جملاً " – هذه ( العبارة ) تشير إلى مملكة إسماعيل، الذي ستتبرعم مملكة المسيح أثناء حكمها. لماذا تسبق ( عبارة ) " واحد يركب حماراً " ( عبارة ) " واحد يركب جملاً " ( في الآية الواردة عند إشعياء )؟ " الواحد الذي يركب جملاً " سوف يفرح بقدوم المسيح؛ مع ذلك، فالحكماء يفنون وسلطة الرعاع تزداد قوة ".

ومن جديد، " ثم رأى القيني " ( عدد 21:24 ). ما هي الرسالة الرمزيّة التي رآها بلعام الشرير؟ حين تنبأ بلعام أن قبيلة القينيين سوف تقوم في المستقبل وتخضع إسرائيل، بدأ ( و) قال: " إيتان مسكنك " [ في الترجمة العربيّة: ليكن مسكنك متيناً ] ( المصدر السابق ) – أرى أنك سوف تشغل نفسك فقط ببطن ( ؟ ) إيتان المشرقي ".

الملك الثاني الذي سيقوم من الإسماعيليين سوف يحب إسرائيل. سوف يرمم صدوع الهيكل، يشنّ الحرب على المنحدرين من عيسو، ويذبح جيوشهم. عندئذ سيقوم ملك اسمه مروان. سيكون راعياً للحمير، وسوف يأتون به من أعقاب الحمير ويلبسونه تاج الحاكم. سيقوم الأدوميون عليه ويقتلونه، وسيخلفه آخر، وهو (الأخير) سيسالمه كل من يعتدي عليه. سيكون صديق صهيون ويموت بسلام.

سيقوم في مكانه ملك ثالث ويقوّي سيطرته على المملكة بالسيف والقوس. سيحدث صراع خلال حكمه: أحياناً في الشرق، أحياناً في الغرب، أحياناً في الشمال، أحياناً في الجنوب، وسوف يشنّ الحرب على جميعهم. حين ينهار الجيردون في الغرب على الإسماعيليين في دمشق، سوف تسقط مملكة إسماعيل، لأن الكتاب المقدّس يقول بالنسبة لهذا الزمن: " كسر الرب قضيب الشرير " ( إشعياء 5:14 ). سوف يبقى معه محاربون من أبناء قيدار. سوف تثور الكتيبة الشماليّة الشرقيّة عليه وتهزم العديد من جيوشه: الأول قرب دجلة، الثاني قرب الفرات، والثالث في بلاد ما بين النهرين. سوف يهرب منهم، وسوف يأسرون أولاده، يقتلونهم، ويعلقونهم على السقالات.

" ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب " ( إش 18:7 ). القدوس، المبارك، سوف يصفر " للنحل الذي في أرض آشور " ( المصدر السابق )، وسوف يشنون حرباً مع الأشكنازيم. الملك الأول الذي يقودهم هو ذلك الذي ثار ضد أسيادهم، كما يشهد الكتاب المقدّس: " هكذا قال الرب... للمهان، للمكروه من الأمة، لعبد الملوك " ( إشعياء 7:49 ). و( عبارة ) " عبيد الملوك " تشير لمن؟ قال، " هذه ( العبارة ) تشير إلى الكنعانيين الذين هم الأكثر مهانة بين كل الأمم".

فيما يتعلّق ( بعبارة ) " عبد الملوك": سيكون هنالك عبد حكّام والذي سيثور ضد سادته، والرجال ( الآخرون ) الذين ثاروا على سادتهم سوف ينضمون إليه ويجمعون أنفسهم معه. سوف يشنون حرباً على الإسماعيليين، ويضعون أيديهم على ثروتهم وأملاكهم. إنهم رجال منفرون، يرتدون الأسود، ويأتون من الشرق. إنهم قساة ومتهورون، كما يشهد الكتاب المقدّس: " سوف أقيم ضد الكلدانيين الأمة القاسية والمتهورة" ( حب 6:1 ). كلهم فرسان، كما يشهد الكتاب المقدّس: " وفرسان تنهض " ( ناحوم 3:3 ). إنهم يأتون من أرض بعيدة ويتملكون مساكن ليست لهم، وسوف يصعدون إلى أعالي الجبال – هذا يشير إلى علو جبل إسرائيل – فيدمرون المذبح، يطفئون المصابيح، ويكسرون الأبواب.

بل سيقوم أربعة ملوك – إثنان منهم كُشف عنهما – والإثنان الآخران سيقومان ضدهما. خلال حكمهم سوف يظهر ابن داوود، كما يقول الكتاب المفدّس: " وفي أيام أولئك الملوك " ( دانيال 44:2 ). شكل الملك الأوّل: رجل متقدّم في السن، لكنه ليس عجوزاً للغاية. الملك متواضع، عيناه جذابتان، وشعره جميل (و) أسود. وبعده يقوم (حاكم) آخر وسط انشقاقات، وسوف يضع جيوشاً ضخمة قرب نهر الفرات. مع ذلك فجيوشه سوف تسقط في يوم واحد، أولئك في الشمال وأولئك في الجنوب، وهو سيفرّ، لكنه سيأسر ويسجن، وسيكون سلام في الأرض طوال مدة أسره. الملك الرابع عاشق للفضة والذهب: إنه متقدّم في السن وطويل ولديه خال على الإصبع الكبير لقدمه اليمنى. سوف يصك عملة برونزيّة ويخفيها ويخزنها تحت الفرات مع الفضة والذهب، لكن هذه (الكنوز) مخزنة لأجل الملك المسيح، كما يشهد الكتاب المقدّس: " سوف أعطيك الكنوز (المخبأة) في الظلمة والأشياء المهيأة السريّة " ( إشعياء 3:45 ). خلال حكمه ستثور الفرقة الغربيّة، وسيرسل سربين من الجنود، وسوف يقتل (الذين في الغرب) بعضاً من المشرقيين، ومن ثم (من الضروري) إرسال آخرين (إلى الغرب ).

وفي بداية الأسبوع الأول لن يكون ثمة مطر، وفي الثاني " سهام الجوع "، وفي الثالث ستكون مجاعة قاسية يصحبها جفاف، وفي الرابع ( حالة مناخيّة ) معتدلة. وخلال السادس سوف تظهر نجمة من الشرق وعلى قمتها قضيب من نار مثل رمح. سوف تزعم الأمم، " هذه النجمة لنا ". لكن الأمر ليس كذلك، بل إنها تعود لإسرائيل، كما يتنبّأ الكتاب المقدّس: " سوف تخرج نجمة من يعقوب، إلخ " ( عدد 17:24 ). سيكون زمن إشعاعها الهزيع الأول من الليل لساعتين. سوف تبقى خمسة عشر يوماً في الشرق، ثم تدور إلى الغرب وتتصرف (على نحو مشابه) خمسة عشر يوماً. إذا كانت (حقبة إشعاعها) أطول، هذا جيد إسرائيل.

عدت إلى صلاتي ثانية وإلى صومي أيضاً أربعين يوماً حتى ظهر لي الملاك. قال لي: " اطلب ! " أجبته، " رباه، ماذا ستكون عليه نهاية هذه (الأمور)؟" قال لي الملاك، " بعد كل هذه (الأمور) سيصبح الغربيّون فائقي القوة، بجيوش عظيمة، وسوف يأتون مختلطين ويشنون الحرب على الشرقيين الذين هم في أرضهم. (الغربيّون) سوف يقتلونهم، وهؤلاء الذين ينجون سوف يهربون أمامهم ويدخلون الاسكندريّة. سوف يطاردهم بعض الغربيين ويأتون (المدينة)، وستدور معركة هائلة هناك. سيهرب الشرقيّون من هناك ويدخلون مصر. سوف يضعون الأيدي عليها، يفسدون، ويجعلونها مكاناً موحشاً لتأكيد ما يقوله الكتاب المقدّس: " سوف تصبح مصر مكاناً موحشاً " ( يوئيل 19:4 ). سوف يتقدّمون إلى داخل "الأرض الممجدة" (أرض إسرائيل) وسوف (تعاني الأرض) من دمار شامل على يدهم. كل من يأسرونه سوف لن يعود (إلى أرض إسرائيل) حتى يأتي المسيح ".

حين سمعت هذا الكلام، انتحبت كثيراً جدّاً. قال لي الملاك، " شمعون، لم تبكي؟" أجبته، "ألن يكون ثمة نجاة للمنحدرين من إبراهيم وإسحق ويعقوب خلال أيامه؟ " قال لي، " ستكون الحالة صعبة جدّاً: حين تترك اللحم على النار، لا تستطيع المحافظة على نكهتها؛ وهكذا لا يمكن لإسرائيل أن تنجو. لكن كل من يدخل الحجرة ويفرّ ويختبئ سوف ينجو، كما يقول الكتاب المقدّس: " هلم، يا شعبي، وادخل المخدع " ( إشعياء 20:26 ). " كل من وجد يطعن، وكل من انحاش يطعن بالسيف " ( إش 15:13 ). سوف يعبرون " الأرض الممجدة "، ويسلبون، كما يلحظ الكتاب المقدّس: " ويدخل الأراضي، ويجرف ويطمو " ( دانيال 40:11 ). سوق يدخلون " وديان الجروف "، وسوف يكونون في الوسط، وسوف تحدث معركة عظيمة تنبّأ بها كل الأنبياء، وتتحول جداول الفرات ومياهه إلى دم. وأولئك الذين بقوا لن يقدروا على الشرب منه، ومن هناك سيتم تدمير مملكة الشرق. .

وبعد كل هذه الأشياء سيقوم ملك " صارم الوجه " وتمتد فعاليته لسنة ونصف السنة. في بداية حكمه حين يقوم، سوف يستقبل أولئك الذين هم أغنياء، يأخذ نقودهم، ويقتلهم: من ثم فالثروة لن تخلّص صاحبها، كما يشهد الكتاب المقدّس: " لن تستطيع فضتهم ولا ذهبهم إنقاذهم " ( حز 19:7 )، ولن تستطيع استشارته وخططه أن تقف ضده. سوف يقتل كل من يتلو الشماع، وسوف يقتل كل من يقول " إله إبراهيم ". وسوف يقولون، " دعونا نرجع جميعاً ( ونصبح ) أمة واحدة، ودعونا نمحق السبوت، الأعياد، والأشهر الجديدة من إسرائيل، كما يشهد الكتاب المقدّس، " وسيخطط لتبديل الأوقات والشريعة " ( دانيال 25:7 ). " الأوقات " إشارة إلى الأعياد والأقمار الجديدة و" شريعة " إشارة إلى التوراة، كما يثبت الكتاب المقدّس، " نار شريعة لهم " ( تثنية 2:33 ). خلال حكمه سيكون كرب عظيم لإسرائيل، ( مع ذلك )، كل من ينفيهم سوف يلجأون إلى الجليل الأعلى، لأنه مكتوب: " لأنه على جبل صهيون وفي القدس سيكون ثمة نجاة " ( يوئيل 5:3 )، حتى يصل ميرون. سوف يقتل البعض من بين إسرائيل حتى يأتي (إلى دمشق)، وحين يصل إلى دمشق، سيقدّم القدوس، المبارك، العون والراحة لإسرائيل. خلال حكمه سيكون هنالك صراع وحرب في العالم: سوف تحارب البلدة جيرانها؛ والمدينة المدينة (الأخرى). لن يكون ثمة سلام لأولئك الذين يذهبون ويأتون، كما يقول الكتاب المقدّس: " وأضايق الناس فيمشون كالعمي " ( زكريا 17:1 ). سوف يعاني شعب الرب من تغيير الأماكن وسيختبرون الكرب لسنوات ثلاث، وسوف يخضعون لسلطته حتى انتهاء السنوات الثلاث، كما يقول الكتاب المقدس: " ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان " ( دانيال 25:7 ). " زمان " إشارة إلى سنة واحدة، " أزمنة " إشارة إلى سنتين، ( و ) " نصف زمان " إشارة إلى نصف سنة: بالتالي ( فبعد ) ثلاث سنوات [ ونصف السنة ] سوف يمحق القرار والسخف، كما يتنبأ الكتاب المقدس: " ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومائتان وتسعون يوما " ( دانيال 11:12 ). هذه هي السنوات الثلاث ونصف السنة. ثم سيقوم هنالك ملك يدفعهم إلى الردّة، كما يقول الكتاب المقدّس: " ويقيمون شناعة الخراب" ( دانيال 31:11 ). ويحكم ثلاثة أشهر. بعد ذلك، سيخوض الإسماعيليون معركة مع الأدوميين في سهل عكّا، وسيأتي إليهم الآشوريون للحال ويأسرونهم، كما يقول الكتاب المقدّس: " حتى تأخذك آشور سجيناً " ( عدد 22:24 ). ( لأنه ) " من ناحية كتيم تأتي السفن " ( السابق )، هؤلاء هم الأدوميون المقدّر لهم أن يقوموا في نهاية الأيام. وحين يظهرون ( في نهاية الأمر )، يذهبون كاللصوص، كما يتنبأ الكتاب المقدّس " لو أن السرّاق أتوك " ( عو 5:1؛ قارن إر 9:49 ). سوف يحاربون الإسماعيليين ويقتلون كثيرين منهم، ويتجمعون في مخيّم عكا. سيهشم الحديد الصلصال، وساقها ستكسر الأصابع، وسيفرون عراة دون خيول. ستنضم إليهم فيالق (جديدة) من أدوم، وسيأتون ويحاربون في سهل عكا حتى يغوص الحصان إلى فخذه في الدماء. سيهرب بنو إسرائيل إلى سهل أريحا، وهنالك يتوقفون ويسأل أحدهم الآخر: " إلى أين نفرّ؟ دعونا نترك (هنا) زوجاتنا (و) أولادنا ". سوف يعودون ويشنون حرباً أخرى في سهل مجدّو، وسيهرب الأدوميّون ويركبون السفن، وستأتي الريح وتحملهم إلى أشور. سوف يعذبون الآشوريين (ومنطقة) ما بين النهرين العليا، لكن عند نهاية الشهور التسعة سيأتي الآشوريون ويدمرون أبناء إسرائيل والرومان، كما يقول الكتاب المقدّس، " إلام تسبيك آشور " (عدد 22:24). حن ترى الآشوريين يأتون ويجولون في أرض إسرائيل، سوف يحلّون السلام، وسوف يأتي إيليا ويعلن لهم أخبار السلام، كما يقول الكتاب المقدّس: " ويكون هذا سلامنا: حين يأتي الآشوريون أرضنا " (ميخا 5:4). يريد الإيطاليّون شن الحرب عليهم، وسترجع المملكة إلى الإسماعيليين لفترة قصيرة، لكن لن يكون عندهم وقت كاف لإبعاد زوجاتهم قبل أن تأسرهم آشور.

فجأة يأتي الصوت السماوي ويعلن في كل الأماكن التي فيها إسرائيليّون: " اذهبوا وخذوا بثأر الله من أدوم"؛ كما يقال:" أجعل انتقامي من أدوم في أيدي شعبي إسرائيل" ( حز 14:25 ). للحال يجتمع شبّان الإسرائيليين ويطيعون، ويتوجون ملكاً حاكماً من نسل داوود. (مع ذلك) فالشقاق يظهر بينهم، وسيثور سكّان أرض إسرائيل على المنحدر من داوود، ( ردة فعل ) تحقق ما يقول الكتاب المقدّس:" وتمرد إسرائيل على بيت داوود إلى هذا اليوم " ( 2 أخ 19:10 ): " إلى هذا اليوم " تشير إلى اليوم حين يأتي المسيا الملوكي. سيأتي الحزبان المتنافسان ويمسك أحدهما بالآخر، وسيأتي صوت سماوي ويصفر: "ما كان فهو الذي سيكون" ( جا 9:1 ) – القدوس المبارك الذي وجد قبل خلق الكون، وسوف يستمر بالتواجد بعد دمار الكون؛ " وما صنع فهو الذي سيصنع " ( جا 9:1 ). ثم يكمل (الصوت الإلهي): " كما فعل يشوع بأريحا وحاكمها، هكذا تماماً يصنعون بأمم العالم ". ثم سيردون: " تابوت العهد ليس معنا كما كان مع يشوع ". سوف يجاوبهم (الصوت السماوي)" لم يكن في تابوت العهد غير لوحين حجريين (فيهما الشريعة) وختمهما " يشماع يسرائيل " ". وينفجرون للتو بصرخة عظيمة ويقولون، " اسمع، يا إسرائيل، الرب إلهنا؛ الرب واحد !" ( تث 4:6 ). ويحدقون بأريحا، ويسقط السور للتو. سوف يدخلون إليها ليجدوا الشبّان موتى في ساحاتها وذلك لتأكيد ما يقوله الكتاب المقدّس: " لذلك يسقط شبانها في ساحاتها، ويهلك جميع رجال القتال " ( إر 50:30 ). سينشغلون بالذبح ثلاثة أيام وثلاث ليال، وبعد ذلك سيجمعون الكل وسط ساحتها. لكن الأخبار ستأتيهم (من ثم) من أرض إسرائيل، وسيحل بهم الرعب.

عدت إلى صلاتي من جديد أمام الرب وأنا صائم (ومرتدياً) الخيش والرماد حتى رأيت (رؤيا؟). ها قد لمستني يد فوقفت على قدمي، وقال لي: " اسأل، أيها البار، ماذا ستسأل؟ " فسألته (و) قلت له: "وعند نهاية هذه الأمور، كيف ستُجمع إسرائيل من زوايا الأرض الأربع؟ كيف ستحدث نجاتهم من تحت سيطرة الممالك؟ حين يغادرون، إلى أين سيغادرون؟ كيف ستكون رحلتهم؟ ما الذي سيكون باستطاعتهم فعله؟ أريدك أن تخبرني عن هذه الأمور وما يشبهها حتى نهاية المسألة".

أجابني من أبواب السماء، قائلاً لي: "عند نهاية مملكة الإسماعيليين، سوف يقوم الرومان ضد أورشليم، ويحاربون الإسماعيليين. وسوف تخضع لهم الأرض. سوف يدخلونها (أي، أورشليم) ويذبحون كثيراً من الإسماعيليين ويرمون فيها جثثاً عديدة. وسوف يأسرون عدداً هائلاً من النساء الإسرائيليّات ويفسدون عقول الأولاد. وكل يوم يقدمون أولاداً قرابينَ ليسوع. في ذلك الوقت سوف تعاني إسرائيل (أيضاً) من كرب عظيم، وفي تلك اللحظة سيوقظ الرب أسباط إسرائيل وسيأتون إلى أورشليم، المدينة المقدّسة. وسيكتشفون أنه مكتوب في التوراة: "الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود من غمام " ( خر 21:13 )، ومكتوب أيضاً، " لأن بل أمامكم يسير الرب، ويجمعكم إله إسرائيل" ( إش 12:52). سوف يسيرون بين الغمام، ويحاربون الأدوميين، ويقتلون عدداً كبيراُ منهم. الأخبار بشأنهم – " الأسباط أتوا" – سوف تنتشر في كافة أرجاء العالم. في ذلك الزمان ستتحقق الآية المتعلقة بإسرائيل: "ويكون وقت ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الزمان. وفي ذلك الزمان ينجو شعبك: كل من يوجد مكتوباً في الكتاب " (دانيال 1:12). سوف تقوم الأمم ضد إسرائيل وتقوم بمذبحة هائلة بينهم، وكثير من العوام يرتدون. ويعذبون بالسلاسل كثيراً من الأتقياء (لجعلهم) يهجرون توراة الربّ.

وبعد أن يتحملوا هذا الكرب لفترة قصيرة، سيرسل الرب ريحاً عظيمة وقوية وهزة أرضيّة هائلة، وغيمة سوداء لم ير لها مثيل في العالم من قبل، ومن وسط تلك الريح سيوزع القدوس، المبارك، الأسباط في كل مدينة. وبالنسبة إليهم يقال، " من هؤلاء الطائرون كالغمام؟ " (إش 8:60). سيجتمع أشخاص قليلون من إسرائيل في أورشليم، لكنهم لن يجدوا طعاماً، والقدوس المبارك سيحوّل الرمل إلى طحين ناعم لأجل إسرائيل، وبالنسبة لهذا الزمان يقال: " وفرت الحنطة في البلاد، وتموجت على رؤوس الجبال" (مز 16:72). سيقوم نحميا بن حوشئيل ويقوم بمعجزات متوافقة مع كلمة الرب. سيقوم حاكم آخر ويهرطق دينيّاً: سيظهر نفسه كخادم للرب، لكنه قلبه لن يكون بالحق معه. سيظهر رعد عظيم في كافة أرجاء العالم، والعالم بأسره سيخشاه. ستجتمع إسرائيل إلى نحميا بن حوشئيل. سيقيم حاكم مصر معاهدة معه، وسيقوم ( نحميا ) بمذبحة في كل المدن حول أورشليم، مثل طبرية ودمشق وعسقلان. سوف تسمع أمم العالم (بهذا)، وسيقع عليها الرعب والذعر.

العلامة التي ستظهر في ذلك الزمان (هي) أن النجوم ستظهر في الدماء، وعن ذلك الزمان يقال: "فتنقلب الشمس ظلاماً والقمر دماً" (يوء 4:3). ويرسل القدوس المبارك عشرة أوبئة إلى أمم العالم، تماماً كالتي أرسلها إلى مصر بحيث يتأكد ما قاله الكتاب المقدّس: "وفي اليوم يعود السيّد، فيمد يده ثانية ليفتدي بقيّة شعبه" ( إش 11:11 ).

يقولون إنه في روما يوجد تمثال مرمر على شكل آنسة جميلة (والتي) صنعت خلال أيام الأيام الستة من أسبوع الخليقة. وسيأتي أوغاد تافهون من أمم العالم ويمارسون الجنس معها، وتحمل، وفي نهاية الأشهر التسعة تنفلق ويظهر ذكر في شكل كائن بشري. سيكون طوله إثني عشر ذراعاً وعرضه ذراعين، عيناه حولاوان (و) حمراوان، وسيكون شعر رأسه أحمر كالذهب، وأخمصا قدميه سيكونان خضراوين. سيكون له رأسان، وسيسمونه أرميلوس. سيأتي إلى أدوم ويقول لهم، " أنا مسيحكم؛ أنا إلهكم ". ومع أنهم يضلهم، فسوف يؤمنون به مباشرة ويتوجونه ملكاً، ويتجمع كل المنحدرين من عيسو ويأتون إليه. سيتجوّل ويعلن في كل المدن قائلاً لأبناء عيسو، " هاتوا الكتاب المقدّس الذي أعطيته لكم "، ومن جديد تأتي أمم العالم وتأتي بكتاب ... ويقول لهم: " هذا فعلاً ما أعطيته لكم "، ويكرر القول لهم، " أنا إلهكم " و" أنا مسيحكم وإلهكم ". في ذلك الوقت يرسل إلى نحميا وإلى كل إسرائيل، ويقول لهم: "هاتوا لي توراتكم وأشهدوا لي بأني إله!". وتدهش كل إسرائيل للحال وتخاف، وفي ذلك الوقت يقوم نحميا، مع ثلاثة رجال من سبط إفرام، ويأتون حاملين سفر ها توراه. سيقرأون بصوت عال أمامه: " أنا ( الرب إلهكم ... )" و لن ( يكون لكم إله غيري )". يرد هو، " لا شيء من هذا في توراتكم! لن أمنحكم راحة حتى تؤمنوا أني الله بالطريقة ذاتها التي تؤمن بي بها أمم العالم ". للحال يقوم نحميا لمواجهته، فيقول له، " لست إلهاً، بل شيطان !". فيقول ( أرميلوس ) له، " لماذا تكذب عني؟ أستطيع إعطاء الأوامر بقتلك"، وسوف يأمر خدمه من ثم، " أمسكوا بنحميا !"، وللحال يقوم ( نحميا ) مع 30000 محارب من إسرائيل فيحاربونه، ويقتلون مئتي ألف من معسكر أرميلوس. سيجمع أرميلوس الغاضب كل قوى أمم العالم ويشن حرباً على الشعب الإسرائيلي فيقتل ألف ألف منهم، بل يقتل نحميا وقت الظهيرة. فيما يخص هذا الزمان يقال: " ويكون في ذلك اليوم، يقول السيّد الرب، أني أغيّب الشمس عند الظهيرة، وأعتم الأرض في رائعة النهار " ( عا 9:8 ). سيفرّ أولئك الإسرائيليون الذين يبقون على قيد الحياة إلى " بريّة الشعوب " ويبقون هناك خمسة وأربعين يوماً دون خبز أو ماء، بل وحده العشب البري سيساعدهم على البقاء. بعد مرور خمسة وأربعين يوماً، سيغزو أرميلوس ويشن حرباً على مصر ويأخذها، كما يشهد الكتاب المقدّس:" وأرض مصر لا تنجو " ( دانيال 42:12 ). ثم ييمم وجهه شطر أورشليم كي يدمرها مرة أخرى، كما يقول الكتاب المقدّس: " وينصب خيام قصره بين البحار، وجبل بهاء القدس، ويبلغ حده، وليس له من نصير " ( دانيال 42:11 ).

في ذلك الوقت يقف ميخائيل الأمير العظيم وينفخ ثلاث نفخات في الشوفار، كما يشهد الكتاب المقدّس: « وفي ذلك اليوم يُنفخ في بوق ( شوفار ) عظيم » (اش 13:27). الشوفار ( مصنوع بالفعل ) من قرن كبش إسحق، الذي سيطيله القدوس المبارك حتى يصل طوله إلى ألف وحدة. سوف ينفخ نفخة عظيمة، وسوف يكشف عن المسيح الذي من نسل داود وإيليا. سينتقل الإثنان إلى حيث إسرائيل في " برية الشعوب ". سيقول له إيليا، " ها هو المسيح "، وسوف يحيي أفئدتهم ويقوّي أيديهم، كما يقول الكتاب المقدّس، " قووا الأيدي المسترخية، وشدّوا الرّكب الواهنة. قولوا لفزعي القلوب: تقووا ولا تخافوا " (اش 35: 3 - 4). كل الشعب الإسرائيلي سيسمع صوت الشوفار يصفر، وسيعرفون أنه خلّص إسرائيل، كما يقول الكتاب، " " فإن الرب قد افتدى يعقوب ( وخلصه من سلطة الأقوى منه ) " (إر 11:31). " ويأتي الهالكون في أرض آشور ( إضافة إلى التائهين في أرض مصر ) " (اش 13:27). سيقع الخوف من الرب مباشرة على الشعوب وعلى الأمم. ستعود إسرائيل مع المسيح حتى تصل إلى برية يهودا، وسوف يلتقون هناك كل إسرائيل ويدخلون أورشليم سويّة. سيتسلقون درجات بيت داوود – تلك التي تبقى من الدمار – ويجلس المسيح هناك. سيسمع أرميلوس أن ملكاً ظهر في إسرائيل، وسيجمع قوات أمم الأرض، ويتقدمون لمواجهة المسيح وإسرائيل.

سيحارب القدوس المبارك لصالح إسرائيل. سيقول للمسيح، " اجلس عن يميني " (مز 110: 1)، ويقول المسيح لإسرائيل: " اصمدوا تعاينوا الخلاص الذي يجريه الرّب " (خر 13:14). وللحال يتقدّم القدوس المبارك، ويحاربهم، كما يقال: " ويخرج الرب ويحارب تلك الأمم "(زك 3:14)، ومكتوب في الكتاب المقدّس: " في ذلك الزمان آتي بكم، سيكون الزمان الذي أحشركم فيه، لأني سأجعل لكم اسماً وحمداً، في جميع شعوب الأرض " (صف 20:3).

آمين! أرجو لذلك الزمان وذاك الحدث أن يحلا سريعاً.

المصدر: http://www.alawan.org/content/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5-%D9%8A%D9%87%D9%8...

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك