الإنسان والزَّمن

د. نبيل طعمة

 

احتاج الكون الساكن في العقل الإنساني للحظة بدء، فكان له ما أراد من خلال إنجاز فكرة الخيال العلمي، كيف يحدث هذا؟. 

دعونا نحلل معاً ضمن مقاربة عقلية منطقية، نحاول من خلالها أن نقترب من واقع الفكرة قدر ما نستطيع؛ دون قدرة على الاستغناء عن عملية التخيّل المنحصرين ضمنها، وأيضاً دون إمكانية الخروج منها في الحقيقة لا في الافتراض، وأعتقد أنه لا يمكن للمرء أن يقنع أو يقتنع بأيِّ موقف ليس له بداية، فكيف بنا نبحث تحت مسمّى الكون وموجوداته المنتشرة بقوة الفكر المحمول، والرؤية الظاهرة للعين البصرية ولغتها، دون الاقتناع بوجود بدء وبداية، وسير ومسير، وإنسان وزمن، عليه يكون وجود البدّ الحتمي الذي لا بد منه وهو البداية، وبالتأكيد، إنه يعني النهاية، أي البُدّ النهاية للمخلوقات الحيّة كما هو بدؤها، فهنا وبالتحديد يعني البداية، وصحيح أننا لا ندري عنها شيئاً؛ إنما افتراض قُدِّر بخمسة عشر مليار سنة، وهذا يعني للعقل الإنساني المتفكر قياساً يتشكل من مقاييس الزمن الحادث ضمن مسيرة الإنسان المستمرة .

نتوقف للقول: ينبغي أن نعلم أن العقل الكلي الكامل منجز العقل النسبي في الإنسان هو الذي منحه فرصة التأمل في نموِّ الأشياء الحيّة ومراقبة نموِّه، حيث خرج بنتيجة أوجد من خلالها فرصة التفكّر في كل ذلك، فكان له فكره التعريفي الذي أبدع فكرة الزمن، كما أن الزمن سجل مسيرة الإنسان والإنسانية ليجتمعا معاً تحت مسمّى " المسير الإنساني والزمن الذي احتاجه هذا المسير"، سؤال: لماذا أطلق العنان لعقلنا المتفكر، وماذا تعني فرضية التخيّل والخيال، والبحث في الخيال، والخيال العلمي، والخيال النظري الفلسفي، هل الخيال الإنساني كان ضيقاً أم كان واسعاً باتساع الكون؟، لقد افترض علماء العلم التجريبي والتحليلي ولادة الكون وظهوره من ذلك الانفجار العظيم؛ بينما آمن علماء الدين - على اختلاف مناهلهم ومشاربهم-  بظهوره وحدوثه من حادثة الفتق والرتق، والخلق الهادئ من اليوم الأول للخلق وحتى اليوم السابع، كان شرحاً لعملية الخلق على طريقته ونتاج الفكرة واحد، السؤال ينجب سؤالاً: ماذا كان الكون قبل حادثة الانفجار العظيم، وقبل مروره بعملية الخلق والفتق والرتق؟، جدلية لا أبغي من ورائها ضرب الأفكار ولا التنازع عليها، إنما ونحن في حالة اتساع فكري يترافق مع حالة اتساع الكون، وفكِّ رموز النقاط المظلمة ضمن محيطنا المشرق، وتسارع توالد الأسئلة: صغيرة أم كبيرة، حيث دعتنا الحاجة للبحث والتدقيق فيما مضى وإلى ما سيأتي من المستقبل، وجلّ ما ندور حوله هو هذا الإنسان المتواصل، المتكاثر والمستمر، المبدع والشاغل للحياة والمشغول بها، بكونه قادماً منها، وعليه يكون تفكّره بها حتمياً .

مَن يرحل ومَن يبقى، مَن الثابت ومَن المتحول؟ السؤال الكبير الصغير الذي يفرض نفسه، وفي ذات الوقت حيَّر العلماء الباحثين، والفلاسفة المتفكرين والمتأملين في هذه المعادلة الثنائية ، وأي إنجاب أنجبت؟ فإذا كان الزمن ثابتاً كيف يكون الإنسان متحولاً، وهل ممكن أن يكون ثابتاً أيضاً،؟ فالتحول يعني تغيير الشكل بالكامل، وبما أن الإنسان على هذا الشكل الإنساني؛ من لحظة وجوده النظري والعملي المسقط من الأعلى أو النابت من الأرض؛ كنبتة مستمرة بشكل دائم متوالدة لا تموت ولا تفنى إنما تتجدد، أي طالما أن هناك شكل إنساني مستمر يعني لنا هذا أن الإنسان ثابت، أتوقف متأملاً متفكراً وأتابع، صحيح أن الإنسان له مساحة عمرية يقضيها، وهو يتطاول عمودياً ويسير أفقياً على خط الزمان؛ إلا أن انتهاء عمره الحياتي لا يعني انتهاءه من الحياة، وهذا ما يمنحنا فرصة التعرف على الثابت الزمني والثابت الإنساني، إذاً أين هو المتحوِّل، هل الفكر الإنساني هو المتحول، بكونه سار دون أن يعرف قيمة للزمن؟، فأطلق على ذاته " الإنسان الجليدي، ومن ثمّ الإنسان الحجري، وبعده الإنسان الحديدي، ووصل إلى البرونزي، وتابع إلى الذهبي، والألماسي"، ووصل حيث هو، وصل مع الذرَّة، والنيترون والبروتون، والإلكترون، جمع أجزاءها وطوَّرها وقادها من خلال وصلها السلكي، مكتشفاً إمكانية اللاسلكي، متحولاً إلى فهم النبضة الشيطانية التي تسترق السمع مطلقاً عليها "الاتصال الفضائي"، ناقلاً الحوار أولاً على مدارات اكتشفها، ومجسداً بعد ذلك، ومع دخولنا الألفية الثالثة من لحظة التسجيل المتكئة على نظرية اعتماد ولادة السيد المسيح؛ نجد أنفسنا مضطرين للإيغال في أبعد ذلك، والتعمق في الموجود؛ بغاية الوصول إلى أقرب الطرق المؤدية للحقيقة، علّنا نصيبُ منها جزءاً معرفياً علمياً فلنتفكر .

حينما ندخل ونوغل بحثاً وتمحيصاً ندرك أن الكون أزليٌ، لا مرئي ومرئي في آن، مداميكه تتشكل من نقطة سقطت على الصفر، رافقت أيضاً ظهور النقطة الإنسانية؛ القادمة من عصارة العقل الكلي وفلسفته الكاملة إلى الصفر، أسقطها على الأرض الصفر المبنية أساساً ضمن الهيولى، وبإرادة منه ظهر الواحد العمودي، الذي أوجد الاستناد والسند، ليشكل مع مساحة الصفر الأرضية زاوية قائمة، تحمل إرادة التطلع الأفقي كي يستطيع السير عليها، وفي ذات الوقت عمودية يتطاول كي يرى اللامرئي الكلّي، ويتابع، استمدَّ قوته من ذاك الكلي المحيط  اللامتناهي في الأبعاد ، ثابت لا مادي، يتابعنا لا كالظل، إنما حقيقة تسجيلية بصرية صوتية وتدوينيّة، وفي ذات الوقت اختصَّ بالمسيرة الإنسانية، رافقها لحظة نشوء الإنسان.  

ما معنى هذا المدخل حول الزمن، وهل حقيقة هو جدار نستند إليه لحظة ولوجنا إلى الحياة من مركز التقاء العمودي بالأفقي، وتشكّل الزاوية القائمة، وبدء عمل المقياس ذي المؤشرات التي تقيس النموَّ وحركة المسير، تؤثر فيه وتنحت الإنجاز بقوة الفعل؟ .

الثابت هو الزمن التسجيلي والأصغر منه هو الوقت، وبمعنى أدق: الوقت أداة الزمن، وطبعاً هو مولود من الزمان الكبير، والإنسان سريع المرور منه، بالرغم من اعتقاد الجميع أن الزمن متحرك بأقسامه وجزئياته، أي: ثوانيه، ودقائقه، وساعاته، وأيامه، وأسابيعه، وشهوره، وسنيِّه، وعقوده، وقرونه. لنناقش هذا العنوان: المتحول هو الإنسان، متعلق بالموجودات الحيّة، الحيوان والنبات أي: الطبيعة بما تحتويه من مكونات، بكونه أداة معرفتها وتعريفها، والعاقل الوحيد المسؤول أولاً وأخيراً عن شكمها، وتشذيبها، وتهذيبها، و بدونه لا زمن ولا معرفة ولا تعريف. إذاً، الزمن والإنسان نقطتان زُرعتا في الصفر (وأعني بالصفر المساحة الخالية)، نبتا معاً وسارا خطوة خطوة، إلا أن الفرق بينهما: أن الزمن - وكما ذكرت- لا يتلَف ولا يفنى ولا ينتهي وغير محدد بنهاية، بينما الإنسان يحدد بدايته الزمن، وينتهي بعمر زمني تسجل فيه التقسيمات الزمنية التي ذكرناها، ولا يتجاوز العقود .

يبقى الزمن بأبعاده، ويختفي الإنسان المتجدد، الزمن لا يتجدَّد ولا يتوالد، ولا يكبر أو يصغر، الإنسان هو الذي يمضي به، يسير بجانبه ظاهراً و متخفياً، فاعلاً ومنفعلاً، بانياً وهادماً، يحزن على انقضائه؛ دون أن يدري أنه أي: الإنسان هو الذي ينقضي بانقضاء النهار والليل، فهما أدوات الزمن الثابت، فإذا لم يكن هناك ليل كان نهار مستديم، والاستدامة للشيء تعني انتفاءه من حيث عدم معرفة حادثة حدوث الشيء، وكذلك إن لم يكن هناك نهار أي ظلمة دائمة؛ لا مساحة للحياة في دائرتها برغم اتساعها، وعليه يكون الزمن ثابتاً بحكم ثبات الليل والنهار اللذين لا يتبدلان أبداً . والساعة التي نحملها باليد أو نتابعها على جداره- حيث نطلق على هذه الظاهرة (الزوال والبقاء)- حينما ننظر إليها  نجد أن الوقت يمضي سريعاً ضمن مسافة الزمن، معتقدين أننا حوامله وجدرانه، وفي حقيقة الأمر إنه يراقبنا، وينظر إلينا، مستغرباً كيف أننا نقضي فيه زمننا زمنه، في المطلق المؤكد أن هناك أحداً أعطى الأمر للحركة بعد أن أنجز كل ذلك، وإلاّ كيف سار الإنسان بعد أن أُسقطت النقطة على الصفر لينبت الإنسان الواحد العمودي، ويعود ليسير على الصفر كي ينجز عليه ما وُجد لأجله، وهذا كله ينضوي تحت لواء أسباب وجوده.

لنتفكر، متأملين فيما نحن عليه، هي جدلية أدعو لدراستها بدقة الباحث المتبصِّر لا الناظر والباصر، ففهم الزمن وجداره ومداميكه المتشكل منها؛ يعني فهماً لطبيعة الأشياء، وأسباب وجودها، ووجودنا فيها، وفيه. ميناء الساعة على سطحه أربعٌ وعشرون ساعة، وثلاثة عقارب، حتى الرقمية منها: ثوان، ودقائق، وساعات، يضمها اليوم المقسوم إلى ليل ونهار، لنراقب انقضاء هذا اليوم، هل انقضى من الزمن، أم نحن انقضينا منه؟ في اليوم التالي التقسيمات ثابتة نحن من نتغير، حيث نقول: مضى يوم من عمرنا الزمني، ونعدُّ الأسابيع ونكبر، والشهور والسنين وننتهي. تنتقل الساعة من يد إلى يد، أي: من حامل إلى آخر، تبقى التقسيمات، نتطلع عليها، نراقبها من ملايين السنين وحتى اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات عن الزمن نجده لم يتغير، ولم يتبدل، ولم يتعطل، ولم يفنَ، نحن الإنسان نختفي ونظهر، كيف يحدث هذا، ومن المسؤول عن هذا التداخل بيننا وبينه، هو أم نحن؟ .

سؤال: ما هو الفرق بين العمر والزمن؟ العمر يفنى، الزمن لا يفنى، ما معنى هذه الجدلية؟ على الرغم من أننا نقيس ونتابع خطواتنا وأعمالنا زمنياً، كيف يذهب العمر ضمن الزمن، وحينما ندقق يحضرنا السؤال الكبير: هل نلج الحياة بأعمار كبيرة ونحن أجنة أطفال، حيث نبدأ رحلة التناقص، رغم أننا نتطاول على جدار الزمن، نسجِّل عليه أعمارنا المتناقصة منذ اللحظة الأولى، وبدقة أكبر: ما معنى أن نمتلك عمر مئة عام، وكل يوم ينقص من العمر الزمني يوم، وأسبوع، وأشهر، وسنون، هل يعني أننا نسير في الحقيقة رحلة التناقص، كم خسرتَ حتى اللحظة من عمرك؟، تعالوا نجرِ العمليات الحسابية على جدار الزمن، كم تربح من المادة، وكم تبني، وكم تخالف، وكم تصيب، وكم تخطئ، كم تنسى أمام كل هذا الربح أنك تخسر يوماً من عمرك المراقب من الزمن، فماذا سجَّلت على جداره، ونحتَّ فيه؟ كي لا يذهب عمرك وعملك أدراج الرياح .

هل يستحق الإنسان والزمن منّا هذا البحث؟ وإني لأعتقد أن الحاجة إليه اليوم أكثر من أي إنسان مضى ضمن تقسيمات الزمن الذي تحدثنا عنه، لذلك أجدهما يدعواننا إليه، فلم يستطع العلماء والفلاسفة عبر مرورنا من الزمن الثابت إيجاد أجوبة شافية، وبما أن العقل الإنساني يتسع مطوراً العلم باستمرار واتساع، ومع كل يوم جديد تتقدم إلى الأمام علوم ومعلومات، تضفي جديداً وتنحّي قديماً، وتدفعنا لإعادة النظر في كل ما تعلمناه وتعرّفنا إليه، من خلال الإبهار والإدهاش للقادم الجديد، فالبحث التوراتي يخالف البحث الإنجيلي، وأيضاً يخالف البحث الإسلامي، وجميعها خالفت أبحاث ما خلاها من المفاهيم الأسطورية والوضعية والتصورية، رغم اعتمادها عليها وإعادة صياغتها بشكل يتقارب مع فعل التطور العقلي، هذا من جانب، أما من جانب العلم، فإن اعتماد التأريخ الزمني بدأ من ولادة السيد المسيح، مخالفاً لحركة التاريخ على الرغم من مرافقة ظهوره لظهور الفلسفة الجديدة التي سادت ذلك الزمن، وانتهت إلى حدٍّ ما مع ولادته، وبعد ذلك ساد العقم الإبداعي .

إذن، الزمان هو الكوني موجد الإنسان والزمن، ربطه مع الإنسان لحظة ظهوره، أي ظهرا معاً ليعود الإنسان ويقسّم الزمن إلى أزمنة، من خلال مسيرته وانقضائه، حدث هذا كدليل على مُضيِّ الإنسان ورحيله تحت مسمى العمر الزمني، ومنه نستدل أن الزمن مساحة كبرى، يقتطع الإنسان منها مسافة عمره، يسلِّم الآخر الذي أطلق عليه " ماض"، وهنا تكون التسمية على مضيِّ الإنسان ورحيله، والإنسان الذي استلم منه عرف نفسه أنه في الحاضر، كما عرف أنه سيسلّم للإنسان القادم منه أو القادم بعده، وأطلق عليه " المستقبل" أما الوقت فكان أداة الإنسان وأدواته، الساعة والنهار - كما ذكرنا-  واليوم والسنة، تمَّ ذلك من التقويم والتأريخ ومعرفة عمر الأشياء وتوثيقها ومواقيت حدوثها، متحولة إلى وقائع تسجّل في الزمن الذي مرّت من خلاله .

من كل ما مررنا به مستعرضين الأفكار؛ أعترف لكم مفصحاً عن رؤيتي: أن الإنسان هو الزمن والزمن هو الإنسان، فلا وجود لزمن بلا إنسان، ولا وجود للإنسان بلا فكر، ولا فكر بلا زمن، ما أتحدث به ليس أحاجيَ أو إبهام، إنما هو تأمُّل له غاية إثبات علاقة الزمن والإنسان، ومنه يكون القول: إن الزمن أوجد الإنسان ليعود الإنسان فيوجد الزمن، بخلقه وتخلّقه وفعله وانفعاله، إنسان ساكن لا حركة ولا حراك، لا فعل ولا انفعال، ينمو عمرياً بلا زمن، وحينما ينمو عمرياً يظهر الزمن كمستقيم عمودي أولاً لينمو عليه، وأفقي تجذبه رؤية سرابه، ويدعوه إليه كي يحوله إلى حقيقة، ولحظة مسيره على المستقيم الأفقي يعني أنه سينتهي" أي الإنسان"، وينتهي الإنسان حقيقة وهو يتعلق بالنظر إلى ذلك السراب الموجود على مستقيم الزمن، وغايته أن يستمر؛ لكنه يفقد القدرة على الاستمرار، فيظهر هنا سؤال كبير: أيةُ قوى أو آليات تقول لنا إلى هنا ويكفي؟، لن نستطيع الاستمرار مهما حاولنا، يأتينا الجواب بأن هناك من سيتابع، وأيضاً سينتهي على ذات المستقيم الزمني الذي يعرفه الإنسان بعد حضور الوعي الفكري، حيث يستند إليه معتبراً إيّاه جداره الخلفي الأمين والمتين، فينطلق إلى الأمام، وعليه يكون لا فرق بين الإنسان والزمن، بكونهما ينضويان تحت مظلة الزمان الكبير .

الزمان أنجب الإنسان بعد أن هيأ له مكونات استمراره، والإنسان أنجب الزمن حينما امتلك الفكر، والفكر قسّم الزمن إلى أزمنة: ماض- حاضر- ومستقبل، والحاضر ربط الماضي بالمستقبل من خلال الوقت وحسابه، قسَّمه وجزأه كي يثبت ثبات زمنه وتحرك وقته لحظة اختراعه في عقله للساعة وتقسيماتها، وفهمه لليل والنهار والشمس والقمر، ومسيره وتوقفه، فعرف أن الزمن ثابت والوقت متحرك من خلال تحركه، فالوقت هو الإنسان إذ إن الإنسان ينجز فيه ليسجله الزمن في عقله السائر إلى نهاية حتمية، مؤمناً بالبُدِّ الذي لا بدَّ منه، أي حقيقة انتهائه الوقتي في عقله الزمني؛ المتطلع إلى ذلك الزمان الكبير والذي لم يدركه .

الإنسان هو الزمن، الزمن هو الإنسان، بمعنى أن " واحد زائد واحد يساوي واحد " فلولا الأول ما كان الأول أيضاً، ولولا الثاني ما كان الثاني، ولذلك هما وحدة وجود، بكونهما أدوات الموجود لا فرق بينهما؛ بل هو تكامل واكتمال يتابعان بعضهما، فدون أيّ منهما ينتفي الآخر، ولا حياة للأول بدون الأول، ولا وجود للثاني بدون الأول، ولا وجود للأول بدون الثاني، فهما مصير، بداية ونهاية تحت مظلة الزمان الكبير الوحيد؛ المتكون في اللابداية واللامتناهي في النهاية، أي اللانهاية منه، احتاجت الدول إلى الإنسان فوجدنا أنه الزمن، حاولنا من خلال التعمق به دراسة الزمن؛ فوجدنا أنه إنسان ثابت ومتحوِّل في ذات الإنسان، لا معنى للوقت لا معنى للإنسان دون اتحادهما .

المصدر: http://albahethon.com/?page=show_det&id=862

الأكثر مشاركة في الفيس بوك