سوسةُ الإرهاب ومنطق البيّنات

عبدالله إبراهيم الكعيد

 

شبّهتْ  الإرهابيين بأنهم مثل حشرة العثّة الصغيرة جدا التي تتغذى بشكل أساسي على الدماء ما يستوجب قتلها بكل الطرق الممكنة ومنعها من التكاثر حتى لا يتفاقم أمرها.

في حالة اتفاقنا مع ذلك التشبيه الأقرب للواقع من كل التشبيهات التي قيلت نكون قد أسدينا النصح للدول التي مازالت تكتوي بنار الإرهاب بعد أن استطعنا هُنا في بلادنا المملكة العربية السعودية وبعد مشوار مصحوب بكثير من تصميم وعزيمة ورؤية واقعية وقرارات مصيرية موجعة في بعض الأحيان أن نقول بكل ثقة (للغرب وغيرهم) تعالوا لكلمة سواء فقد جانبتم الحقيقة حينما أشرتم الينا بأصابع الاتهام تصريحا وتلميحا حول التغاضي عن إطفاء نار الارهاب حينما قبس شرارتها مجهول معلوم في منطقتنا.

تعرفون (أقصد الغرب وغيرهم) أننا أول من اكتوى بتلك النار كما تعرفون أن من الجنون بل ومن غير المنطق أن يُشعل أحد، أيّ أحد النار ثم يُلقي بنفسه في أتونها! لهذا كان قادة هذه البلاد أول من أصدر قرارات (حقيقيّة وصادقة) بشأن الحرب ضد الإرهاب بما في ذلك محاصرة كل منفذ قد يتسرب منه وقود تأجيج ناره.

في أعقاب الهجمات الارهابية التي ضربت أوروبا وبالتحديد فرنسا قال رئيس الوزراء الفرنسي (حسب جريدة الشرق الأوسط 8/8/2016): علينا أن نتعلّم كيفية التعايش مع هذا الواقع، إننا في حالة حرب وليس في الحروب إجابات سهلة.

وكانت الصحافة والمجلات الاسبوعية الفرنسيّة (حسب ذات المصدر) قد طرحت من جُملة أسئلة سؤالين مُحمّلين بالدهشة: " من نحن؟" و"لماذا يُريدون قتلنا؟".

ماذا لو كانت الإجابة عن هذين السؤالين عكسيّة بمعنى رد السؤال بسؤال بيّن لا لبس فيه ولا غموض "لماذا لم تُجيبوا دعوة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) حين اقترح عام 2005م إنشاء مركز دولي مستقل لمكافحة الإرهاب وفق مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها ولجانها مهمته رصف أرضيّة صلبة للتعاون الدولي في مجالات الأنظمة والتكنيكات والتكنولوجيا التي يمكن تبادلها وكذا التشارك في المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي والمعنوي في حالة تعرّض أي دولة لهجمات أو تهديد بهجمات ارهابية؟!

إذا كنتم (اي أوروبا وأميركا) قد نسيتم تجاهل الدعوة فقد آن الأوان لتذكيركم بها فالبيّنات أولى من الغموض والتمويه وكيل التُهم.

فتّشوا أيها السادة عن دور سوسة الإرهاب (السوداء) التي تقبع شرق الخليج العربي حينها قطعا ستهتدون للإجابات عن تساؤلاتكم.

المصدر: http://www.alriyadh.com/1527313

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك