الأهم أن نعلم أننا لا نعلم!

 

 

السؤال المحوري الذي تطرحه فلسفة العلم، هو «ما هو العلم؟»، وتنبثق من هذا السؤال أسئلة أخرى، مثل: «ماذا يمكننا أن نعلم؟» و«كيف يمكننا أن نعلم؟».
إن الذي يلقي خاطراً لهذه الأسئلة ويتفكر فيها، سيدرك مدى العمق الذي تبحث فيه، وضخامة الورطة والحيرة التي ستكتنفنا عندما نحاول الاختيار بين الإجابات المختلفة، والمتناقضة أحياناً، الخاصة بتلك الأسئلة. فلنقترب بعض الشيء مما سنتطرق إليه هنا بمثال قد يكون مقلقاً لعاداتنا الفكرية بعض الشيء.

لنقل إنك في شارع مكتظ مملوء بالمحلات والباعة وقت الظهيرة، تمشي وتتبضع لحاجيات سجلتها والدتك على قائمة فيها بعض الخضار والفواكه. توقفت عند محل يبيع فواكه تبدو طازجة وأخذت كيساً بلاستيكياً وملأته من التفاح الأحمر، وقررت أن تعيد تفاحتين أو ثلاث تفاحات من يدك إلى صندوق التفاح، لأنك رأيت فيها لوناً بنياً فشككت أن يكون علامة على سوء جودتها، وقرب انتهاء صلاحيتها.

هنا وبعد أن سردنا قصتك لصديقك الفيلسوف، أخذ يطرح عليك أسئلة ستوصلنا لفلسفة العلم، قال لك: «كيف عرفت أن لدى المحل تفاحاً؟»، «كيف عرفت أن اللون البني على التفاح دلالة على قرب تعفنها؟»، بل وقد يسأل أسئلة أعمق من ذلك: «ما الذي يجعلك تعلم أن ما حدث كان حقيقة خارجية ولم يكن حلماً أو ذاكرة مزروعة في دماغك؟».

هنا قد تعتقد أن صديقك الفيلسوف يهذي، فلا معنى لكل هذه الأسئلة! ولكن في الحقيقة، فإن محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وبناء النظريات الفلسفية حول هذه الإجابات هو ما صاغ شكل العلم الحديث اليوم وبنى له الأساس الصلب الذي يقوم عليه.

لمَ نشُكّ؟
إن أول سؤال يخطر ببال من سمع بأسئلة فلسفة العلم هو: لمَ نشك؟ لمَ نطرح أسئلة عن صحة أشياء يستطيع أي عاقل أن يجيب عنها بشكل بديهي، وبكل ثقة؟ وكي نجيب عن هذا السؤال، لا بد أن نُبيّن أن ما يحسبه معظم الناس بديهياً، ليس كذلك على الإطلاق. يظن الناس أنه من البديهي أن ما نتلقاه من خلال حواسنا عن العالم الخارجي هو حقيقة. ولكن في هذه النظرة إشكاليات وتجاوزات معرفية عديدة ليست مُلزمة منطقياً. فالحواس خادعة، ولا يمكن الوثوق بها وثوقاً أعمى. فعندما نضع عوداً في كوب ماء نراه مكسوراً مع أنه ليس كذلك، وعندما نسير في الصحراء وقت الظهيرة يُخيل إلينا أننا نرى ماء وما هو إلا سراب، فكل هذه عبارة عن حِيل تنطلي على حواسنا الخمس.

وقد يكون المخادِع عقْلُنا أو ما نسميه الحس العام. فمثلاً نجد أنّ معظمنا لا يزال يجد صعوبة في استيعاب أنّ كرتين متفاوتتي الكتلة بشكل كبير إنْ رُميتا من الارتفاع نفسه ستصلان لسطح الأرض بنفس الوقت. وحتى إن رأينا ذلك بأم أعيننا فستلازمنا لمحة من التشكيك وعدم التصديق.

كانت الفيزياء من أوائل العلوم التي أظهرت لنا أن حِسّنا العام وحواسنا الأخرى -وإن كانت أدوات مفيدة- إلا أنها غير جديرة بالثقة المطلقة. فمن دون وجود منهج يقودها ويشذب أخطاءها نكون قد أوقعنا أنفسنا في مغالطات معرفية جسيمة، فلا نصل إلى كثير من الحقائق عن عالمنا الخارجي.

مُسلَّمتا العلم الأساسيتان
كل النقاش السابق ما كان ليكون لولا مُسلّمتين فلسفيتين أساسيتين جداً لدرجة أن معظم الناس لا يلقي لهما بالاً؛ وذلك لأن هاتين المسلمتين تبدوان بديهيتين، ولكن في الفلسفة لا شيء بديهي كفاية حتى نتجاوزه دون أن نشير إليه على الأقل. فكل مُسلّمة نؤمن بها نحتاج أن نتيقّظ تجاهها حتى ندرك تبعاتها.

إن أول تلك المسلَّمتين تقتضي أن العالم الخارجي يحمل حقائق موضوعية، والثانية تنص على أن نُسلّم بأنّ العالم الخارجي يتصف بالثبات والاتساق في قوانينه الحاكمة بغض النظر عن الزمان والمكان.

المسلَّمة الأولى تدّعي أن في العالم الخارجي أحداثاً وحقائق لها وجود موضوعي لا يعتمد علينا كمراقبين، فمثلاً نقول إن غابات البرازيل الاستوائية موجودة سواء اكتشفها البشر أم لم يكتشفوها، ولها حقيقة موضوعية لا تتغير بنظرة الإنسان لها. فهي ليست مسألة ذاتية تعتمد على مزاج فرد من الناس، كرأي أحدهم أن الشاي بسكر ألذ بكثير منه دون سكر، فهذه العبارة ليست موضوعية ولا يمكن النظر إليها وكأن لها وجوداً مستقلاً عن مزاج الشخص الذي يعتقد بها.

المسلَّمة الثانية هي أن نؤمن بأن الكون تحكمه قوانين ثابتة، وأن هذه القوانين مهما تغيَّر الزمان والمكان ستبقى ثابتة وصحيحة، فقانون أن الأجسام تنجذب إلى بعضها بمقدار قوة تتناسب طرداً مع كتلتيهما وعكساً مع المسافة بينهما هو -وفقاً لهذه المسلَّمة- قانون ثابت أينما كنا في هذا الكون ومهما مضى من زمن، فالعلم ما كان له أن يكون إلا إذا كانت القوانين التي توصلنا له ثابتة، وإلا لما وثقنا بأن أيّاً منها ستبقى حقائق غداً.

تُعدّ هاتان المسلّمتان مواقف فلسفية سابقة للعلم، ويكاد يكون من المستحيل إثباتها أو التدليل عليها، فهي نقطة ارتكاز ابتدائية وبدونها لا يمكن أن يُبنى العلم الطبيعي ولا يمكن أن نصل إلى أيّ من الحقائق عن العالم الخارجي. حتى إننا لن يسعنا الوثوق بأن أيّاً من الأشياء أو الأشخاص الذين نراهم هم موجودون حقاً، فهم قد يكونون سراباً آخر، أو نسجاً من خيالنا، وبمجرد أن نشيح بأعيننا ووعينا بعيداً عنهم فلن يصير لهم وجود أبداً!

الاستقراء كمنهج للعلم

Screen shot 2014-09-30 at 12.08.56 PM
كارل بوبر

الاستقراء هو من أقدم النظريات للوصول إلى الحقائق العلمية ومحاولة إثباتها، وتكمن فكرة الاستقراء في الوصول إلى استنتاجات عامة من حوادث منفصلة تتكرر مراراً وتكراراً، فلنأخذ مثالاً: استيقظتَ فجأة على ظهر كوكب مجهول لا تعلم عنه شيئاً. بدأتَ تلاحظ الأشياء من حولك، كانت السماء مظلمة، ولم ترَ أجساماً كبيرة في السماء، ثم بدأ النور يزداد، ورأيت جسماً مستديراً يشرق من الأفق، ارتفع الجسم حتى وصل إلى منتصف السماء. وفجأة أشرق جسم مضيء آخر من نفس الموضع الذي أشرق منه الأول، بعد مدة من الزمن غَرُبَ الجسم الأول فالثاني، وعاد الظلام للسماء. تكررت الحادثة مرة واثنتين بل عشرات المرات. هنا، وبعد استقرائك لكل هذه الأحداث استنتجت قانوناً: أن في السماء جسمين مضيئين يُتمّان دورة ثابتة منتظمة. هذا الأسلوب في الوصول للقوانين الطبيعية معروف بالاستقراء، وهو منهج يتصف بأنه ينطلق من الجزئيات إلى الكليات.

 

rene
رينيه ديكارت

كان رينيه ديكارت René Descartes 1650 – 1596 من أعظم الفلاسفة الذين تبحّروا في مسألة أننا نحتاج إلى أن نسلّم بالوجود المستقل للعالم الخارجي إذا أردنا أن نصل إلى حقائق علمية موضوعية. وكانت أشهر كتاباته في هذا الموضوع مقالة بعنوان «تأملات»، حيث تكلَّم عن عدم وجود ما يمنعنا من الشك في أن العالم الخارجي هو حلم آخر نحلم به. ولكن -ولكي نتمكن من الوصول إلى حقائق في الوجود- فينبغي لنا أن نتجاوز شكنا هذا.

ibn Sina
ابن سينا

كان لبعض فلاسفة الحضارة الإسلامية أطروحات مشابِهة، ومن أشهرها محاجّة «الرجل الطائر» لابن سينا (980-1037) في كتاب الشفاء.ولكن كيف نصل إلى الحقائق العلمية؟ لقد مرت الطريقة المنهجية العلمية بمراحل عديدة وتغيرات كثيرة، فنظرة فلاسفة العلم إلى ما هو علمي وما هو لا علمي تطورت على مر العصور، وكان لهذا النقاش الذي امتد عبر قرون أثر عظيم على تقدم مسيرة العلم.

ولكن في هذا المنهج العلمي إشكالية خطيرة في صلبه، وهو ما يعرف بـ «مشكلة الاستقراء»، التي كان أبرز من تحدث عنها الفيلسوف الأسكتلندي ديفيد هيوم (1711-1776). كان اعتراض هيوم متركزاً على اعتبار الاستقراء ملزماً وذا نتائج يقينية، فلو أخذنا مثالنا السابق وعرضناه على هيوم لسألك: «كم مرة تحتاج لأن ترى الجسمين يشرقان ويغربان حتى تصل إلى قانون يقول إنهما سيفعلان ذلك بشكل ثابت ومستقر؟ مرة، أم مرتين، أم عشرة؟ أم لعلك تحتاج ألف مرة؟ وما الفرق الذي ستحْدِثه المرة الأولى بعد الألف عن المرة الألف؟ وحتى بعد ألف مرة، هل ستكون تلك المرة الأولى بعد الألف الحدَّ الفاصل الذي سيجعل من المستحيل ألا يشرق الجسمان إلا وفق قانونك؟»، ببساطة لا يوجد ما يجعل ذلك مستحيلاً، وجميع ما ستتوصل إليه من قوانين استسقيتها من تكرار حدث ما تظل غير ملزمة لك منطقياً. ذلك أن كل ما يجعلك تثق أن الجسمين سيشرقان من جديد هو حالة نفسية نسميها التعوّد!

العبارات (المقولات) العلمية
ما هو الحل إذاً؟ ما هو المنهج الذي ينبغي أن نتخذه للوصول إلى النظريات العلمية؟ لنصل إلى إجابةٍ مُرْضيةٍ علينا أولاً أن نسلك طريق سؤالٍ آخر، هل يمكننا أن نقول إن هناك عبارات علمية وأخرى لا علمية؟ وكيف لنا أن نضع تعريفاً لكل منهما؟ ربما نجد لدى الفيلسوف النمساوي-البريطاني كارل بوبر (1902-1994) إجابة مُرْضية لهذه الأسئلة، فقد استطاع بوبر أن يصوغ نظريته الخاصة في فلسفة العلم، التي حظيت بقبول واسع في الأوساط العلمية، حتى إن عدداً من فلاسفة العلم يعدونه فيلسوف العلم الأبرز في القرن العشرين.

تُركز نظرية بوبر على مشكلة فلسفية تُعنى بتعريف ما هي العبارات أو المقولات العلمية مقابل تعريف ما هي المقولات اللاعلمية، ولكن لنسرد قصة تساعدنا على فهم ما نقصد بالعبارات العلمية والعبارات اللاعلمية:

ذهبتَ ذات صباح مشمس إلى بيت أختك، فقد طلبَتْ منك -ولأنك أخوها الأصغر كان طلبها أمراً أكثر منه طلباً- أن ترعى ابنها ثامر ذا الخمس سنوات ريثما تذهب هي للسوق، جلستَ معه في غرفته ولعبتما لساعة، ثم قال لك ثامر إن لديه تنيناً صغيراً في غرفته! ابتسمتَ في سِرّك وقررتَ أنْ تُجارِيه، سألته كيف عرف أن هناك تنيناً، فقال إنه رآه! فسألته عن مكان التنين حتى تراه أنت أيضاً، فقال لك إنّ التنين خفيٌ لا يراه إلا الأطفال! فسألته إن كان صديقه ابن الجيران قد رآه، فقال لا لم يفعل؛ لأن التنين لا يُظهر نفسه إلا لثامر لأنه صديقه! هنا أُسقِط في يدك إذ لم تنجح أسئلتك كلها في دحض نظرية التنين… رغم أنك تكاد تجزم أن ثامر قد اختلق التنين من خياله؛ لكنك لم تجد طريقة لكي تدحض ادعاءه، فلا يوجد في كلامه أي تناقض منطقي، فالبناء العقلي لادِّعائه متسق داخلياً تماماً، ربما هنا عليك أن تستنجد بكارل بوبر! نعم، بالتأكيد هو ليس مربية أطفال بارعة، ولكنه فيلسوف متمرس، ونظريته في فلسفة العلم التي تفرق العبارات العلمية واللاعلمية تقدم الحل لورطتك مع ثامر.

 

0708-nz-kpopper-chc-205-medres
لوحة تذكارية نحاسية في مركز الفنون في مدينة كريستشورش في نيوزيلندة حت عليها أحد أقوال كارل بوبرُن

 

القابلية للدحض
يرى بوبر أن العبارة العلمية هي تلك العبارة القابلة للدحض، أي إنها عبارة نستطيع أن نبني نموذجاً أو أن نصمم تجربة يمكننا من خلالها إظهار خطأ تلك العبارة، وبالتالي فإنّ العبارة العلمية عليها أن تتصف بالمجازفة والمخاطرة في ادعاء ما قد يُظهر خطأها يوماً ما. وبالمقابل؛ فإنّ العبارات اللاعلمية لها القدرة على أن تَبنِي حلقة منطقية مفرغة، فتجد مدعيها يتفاخر ألا أحداً يستطيع أن يُخطّئ مقولته أبداً. السبب في أنّ بوبر وصف هذا الصنف من العبارات باللاعلمية هو أنّ أي أحد -حتى ثامر ابن الخامسة- يستطيع أن يختلق ما شاء من تلك العبارات، وقد يَنتج أن بعضها متناقض مع الآخر.

وهكذا يرى بوبر أن النظرية العلمية هي النظرية القابلة للدحض عن طريق الاختبار، وكل اختبار تخضع له نظرية ما، هو ليس محاولة لإثباتها بقدر ما هو محاولة لدحضها، وكلما استطاعت نظرية معيَّنة أن تتجاوز اختباراً زادت ثقتنا بها. ولكن ذلك لا يعني أننا نستطيع أن نقول إن نظرية ما أصبحت يقينية. وهنا يظهر جلياً كم كان بوبر حريصاً على أن يوصل فكرة أننا يمكننا أن نتيقن من أن نظرية من نظرياتنا خاطئة، وليس أن نتأكد من صحتها. كان كارل بوبر من أكبر المعجبين بديفيد هيوم.

القدرة على التنبؤ
من ميزات النظرية العلمية من جانب آخر أن لها القدرة والجرأة على التنبؤ بما قد يُكتشف في المستقبل. فالنظرية العلمية تستلزم حدوث أشياء وعدم حدوث أخرى، وهذه الدعوى هي المحك التي تُمتحن فيه النظرية العلمية.

لنأخذ قوانين الجاذبية والحركة التي وضعها إسحق نيوتن مثالاً على القدرة على التنبؤ. فقد استطاع علماء الرياضيات التنبؤ بوجود كوكب نبتون قبل مشاهدته بالتلسكوب، وذلك عبر ملاحظة مسار كوكب أورانوس المجاور، الذي كان يعاني مما بدا وكأنه اختلال في مساره. وكان التفسير الوحيد لذلك وفقاً لقوانين نيوتن أنه لا بد من وجود كوكب يؤثر عليه بقوة جاذبيته. هكذا وقبل أن يُشاهد (نبتون) بسنوات، وقعت قوانين الحركة النيوتنية تحت الاختبار: هل سيُكتشف هذا الكوكب، فتصمد قوانين نيوتن أمام الاختبار؟ أم أنها ستفشل؟ وهنا نلاحظ كيف أن النظرية أمام خيارين: أن تُدحض أو ألا تُدحض، وليس أمامها خيار أن تُثبت.

مما يمتاز به هذا التعريف لما هو علمي أنه يحفز عجلة التقدم العلمي. فكارل بوبر كان حريصاً على أن ندرك جهلنا بالأمور أكثر من معرفتنا بها.

عصفوران بحجر واحد
عوداً على بدء وباستحضار «مشكلة الاستقراء» التي تحدث عنها هيوم، وكيف أنه لا توجد طريقة تجعلنا نتيقن من أنّ حدثاً تكرر عشرات المرات سيتكرر من جديد، سنجد أنه ووفقاً لوجهة نظر بوبر لم تَعد لمشكلة الاستقراء علاقة إشكالية بنظرتنا للعلم. فالعلم بعد بوبر لم يكن هدفه إثبات النظريات كيقينيات كما كان يحاول الاستقراء أن يفعل؛ بل أصبح هدفه طرح النظريات القابلة للخطأ، ومحاولة إثبات خطئها مرة بعد مرة بالتجريب، وفي كل مرة تصمد فيها النظرية يزيدنا العلم ثقة -لا يقيناً- بها.

بهذا أصبح العلم ذا لمحة تتصف بالتواضع المعرفي، العلم أصبح وسيلة لنعرف أننا لا نعرف، ولربما كان هذا أجمل ما يتسم به العلم، وأعظم ما قدمه للإنسانية: أن نكون متواضعين.

المصدر: http://qafilah.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%86-%D9%86...

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك