ما كل ( مجتهد ) مصيب فبعض المجتهدين ( نصاب )!

سعود بن طواله

 

ما كل ( مجتهد ) مصيب فبعض المجتهدين ( نصاب ) !

ليس في الاجتهاد عيب فالأصل أن نجتهد، فالحاكم يجتهد ليحفظ مصالح بلاده، والعالم يجتهد لينير للناس أمور دينهم ودنياهم، والأم تجتهد لتربية ابنائها، والأب يجتهد لكي يرعى أولاده، والطالب يجتهد لينجح في دروسه، والمزارع يجتهد ليقطف ثمار غرسه، والطبيب يجتهد لينقذ الأرواح والقاضي يجتهد ليحكم بالعدل، والجندي يجتهد ليحمي بلاده.

ليس البشر وحدهم يجتهدون بل النملة تجتهد لتحفر بيتها وتخزن قوتها، والطير يجتهد ليبني عشه ويكسب عيشه، والحيوان يجتهد ليروي عطشه ويسد جوعه، ولكن على النقيض من ذلك فهناك من يجتهد بالعمالة و الولاء لأعداء الوطن ، و هناك من يجتهد لينشر الفتنة ، فشتان بين مجتهداً  لبناء وطنه ، و مجتهداً لهدم وطنه، فالأول ( مصيب ) ، و الثاني ( نصاب ) ، فطوبا لمن يجتهد بقلمه او  لسانه او جوارحه ، ليعزز وحدة الصف و أمن الوطن والمواطن ، و بئس مجتهداً في سبيل  خدمة الاعداء  وخيانة الله و القيادة و الوطن ، حتى و لو تظاهر بلباس الإصلاح ، و هو من الصلاح بعيد .

نتفهم ان يجتهد الاعداء في الغدر و العداوة  فهم أعداء لا نتوقع الخير منهم ، ولكن العجب كل العجب كيف يأتون من من انجبتهم امهاتنا فوق أرض بلادنا ، و أكلوا من قوتها ، و تربوا في كنفها ، و تعلموا كتابة الأحرف في مدارسها ، و عملوا في ربوعها ، ليجتهدوا بأقلامهم المسمومة  في الاساءة لوطنهم ، الذي لم يبخل عليهم يوماً ما، يلعبون بالألفاظ و المفردات و يشككون بالنوايا و المقاصد لا يعرفون في قاموس العربية الا ساقط الكلام و الأدهى و الأمر من ذلك ان بعضهم تطور بهم الحال فحملوا السلاح على ابناء جلدتهم ، و اوصلهم ضلالهم الى ان يقتحموا المساجد بأحزمة الموت ، ليزهقوا ارواح  ضيوف الله في بيوت الله ، بالله عليكم لمصلحة من ، و بتوجيه من ، تزهق تلك الأرواح البريئة.

اجتهدوا و لا تخافوا فالاجتهاد هو طريق النجاح و ليكن الحق هو مقصدكم و الشرع هو منهجكم و الخير هو ثمرة اجتهادكم ، بلادكم تكالب عليها الاعداء فعليكم بالاجتهاد كلاً في مجاله للحفاظ على وحدة ومكتسبات هذا الوطن الغالي ، الذي يتشرف الملك وحكومته و شعبه الكرام بخدمة الحرمين الشريفين و ضيوف الرحمن في اطهر البقاع على وجه الارض .

فإن لم تكن من المجتهدين  ؟ فاحرص على مجتهد مصيب.. 

ولا تحرص على مجتهد نصاب..

المصدر: http://www.ajel.sa/opinions/1702711

الأكثر مشاركة في الفيس بوك