التكافل الاجتماعي ميزة بلادنا

 

 

أ.د.هشام بن عبد الملك آل الشيخ

    كلٌ منا يعلم أن خصال الخير وصنائع المعروف التي حث الإسلام على فعلها متعددة الطرق واسعة الأبواب، فمجتمعنا تتهيأ فيه الفرص لأعمال الخير والإحسان وبذل المعروف للناس جميعاً؛ المواطن والمقيم، الصغير والكبير، الذكر والأنثى.

وما أعظم الأجر الذي يناله من يسعى في قضاء حاجة إخوانه المواطنين، ويفرج كُرَب أقاربه وخِلاَّنه، إذ ينالُ ويرى عظم ذلك الثواب في موقف هو أحوج فيه للحسنات، يوم يقف بين يدي رب الأرباب، في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه بِها كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» متفق عليه.

وبين صلى الله عليه وسلم أن من عباد الله من جبله الله على مساعدة إخوانه وقضاء مصالحهم وتلمس احتياجاتهم، ولذلك فإن الناس يلجؤون إليه بعد الله تعالى لإعانتهم ومساعدتهم، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن لله خلقًا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة» رواه الطبراني في المعجم الكبير.

إن مساعدة الآخرين وإعانتهم التي دعا إليها الإسلام لا تتوقف عند حد، ولا تختص بقريب أو صديق، ولا بوقت دون آخر، بل كلَّما سنحت الفرصةُ للعون والمساعدة وكان المسلم قادرًا على فعلها وقضائها، فحريٌ به أن يسارع إلى تقديمها، فإن ذلك مما يؤلف القلوب، ويقرب النفوس، ويضفي على العلاقات رباطًا قويًا من المودة والمحبة والأنس، روي عن عمر رضي الله عنه قال:«أفضل الأعمال إدخال السرور على مؤمن: كَسوتَ عورته، أو أَشبعتَ جوعته، أو قضيتَ له حاجة» رواه الطبراني في الأوسط.

عودتنا قيادة هذه البلاد المباركة على فعل الخيرات ونصرة المظلومين وقضاء حوائج المحتاجين، حتى أصبحت سمة من سمات القيادة المباركة، بل وميزة امتاز بها ولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم، وهذا أمر مشاهد لا ينكره إلا جاحد.

إن على كل قادر على بذل المعروف وقضاء حاجة إخوانه المواطنين أو المقيمين أن يسارع في ذلك على قدر جهده وطاقته ومكانته، وأن يحتسب الأجرَ عند الله تعالى.

قال صلى الله عليه وسلم: «تَلَقَّت الملائكة روحَ رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملتَ من الخير شيئًا؟ قال: لا. قالوا: تذكَّر. قال: كنتُ أداين الناس، فآمر فتياني أن يُنْظِروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر. قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه، فتجاوزوا عنه» متفق عليه.

أخي القارئ الكريم إن ما تبذله من معروف أو عون أو مساعدة قد تحتاجه في قابل الأيام، فقد تصير في موقف أنت في أمس الحاجة فيه إلى من يعينك، وينقذك فيه من مَأْزِقٍ صعب وقعت فيه.

كثيرٌ هم أولئك الذين يجِدهم المرء حوله في رخائه ويسره، لكنهم ينحسرون ويقلون في أوقات المحن والشدائد، لكن الخير في هذه البلاد المباركة إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى، ومن الناس مَنْ زرَع الله في أفئدتهم محبة الضعفاء والمساكين، وإعانة ذوي الحاجات والمعوزين، ومسح دموع اليتامى والمساكين، وجبرَ خواطر الأرامل والثكالى والمكلومين، وهؤلاء هم المباركون، كتب الله لهم الأجر والمثوبة، وتقبَّل منهم ما قدّمت أيديهم، ورفع مكانتهم، وأعلى قدرهم ومنزلتهم.

http://www.alriyadh.com/1124300

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك