هل نحن قادرون على التحول ؟!

 

عالية الشلهوب

    سؤال عريض يتداول الآن في كل الأوساط، وبصيغة أخرى هل نحن بالفعل متأخرون عن الركب العالمي ونحتاج الى تحول؟ وإذا كنا كذلك. هل نحن قادرون وماهي خطوات هذا التحول المرتقب والمأمول؟ حرصت على تكرار التطرّق له لانه هو الشغل الشاغل للجميع وسيكون محور الحديث الأول في الفترة القادمة.

جاء طرح هذا المشروع الوطني الكبير متزامنا مع بدء خطة خمسية ومع موعد اصدار ميزانية المملكة وفي ظروف انخفاض حاد في اسعار النفط، وقبلها تولي قيادة جديدة هذا الملف الهام، كلها ظروف مواتية لاحداث تغيير جذري فعلي في الاقتصاد وهو عصب التنمية وادارات الاجهزة الحكومية وهي محركها، واخيرا المجتمع وهو متلقي هذا التغيير والمستفيد منه.

لا اعتقد وجود احد يختلف معنا في حتمية الحاجة الى تغيير في كل هذه المحاور الثلاثة والسبب انه بالرغم من نجاحاتنا التنموية السابقة الا انه حدث قصور في بعض النواحي وضعتنا في مهب أي تغيير وهبوط لاسعار النفط وهذا ما يحدث الان للأسف، في نظري هناك عدة محاور فرعية ونقاط مهمة ستكون من ضمن اجندة هذا التغيير، لعل اولها سياسة ونظام التعليم منذ البداية، اداء الاجهزة الحكومية ومؤشرات قياس الاداء فيها، تنويع مصادر الدخل وتحسين بيئة الاستثمار، مراجعة سياسة الدعم وخاصة الطاقة، مراجعة سياسات سوق العمل والتأشيرات وغيرها، على سبيل المثال، ليس من المنطقي وجود حوالي ٨ ملايين عامل اجنبي منهم مليون سائق يستنزفون ١٢ مليار ريال سنويا، والاجمالي حوالي ١٤٠ مليار سنويا جعلت المملكة ثاني اكبر دولة في العالم في التحويلات وبنفس الوقت ثاني اكبر دولة في وجهة العمالة عالميا، قضايا كثيرة واستراتيجية وتحديات ليست سهلة، لكنها تحتاج الى وقفة حازمة ان اردنا التحول فعلا، وقبل ذلك هو التقبل الاجتماعي للتغيير، ستحدث مقاومات حادة للتغيير، ان استكنا لها وجاملناها فالمجتمع والاقتصاد لما سواها اضيع.

يجب ان نكون واضحين مع انفسنا ويجب على الحكومة ان تتخذ ما تراه الأصلح بعض النظر عن الآراء المعارضة، لانه ليس هناك رأي في هذه القضايا بالإجماع، وبالأخير كلمة الحكومة هي النافذة والأخيرة، بلادنا محتاجه لسرعة قرارات حاسمة تحقق هذا التحول المنشود، وإلا بقينا نصارع وضعنا وخصوصيتنا الحائرة ردحاً من الزمن الذي لا يرحم، والآخرون ماضون في مستقبلهم، نسأل الله التوفيق.

خاطرة..

رحم الله أستاذي الغائب جسداً الحاضر روحاً راشد بن فهد الراشد وأسكنه فسيح جناته.. الكلمات لن توفيك حقك ولكن كلماتك وصوتك ونصائحك لي لازالت ترن في أذني،، عظّم الله أجرنا في أستاذ الإعلام والصحافة وعوضنا الله خيراً..

http://www.alriyadh.com/1118500

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك