عن ماذا يبحث العالم؟

 

فهد عامر الأحمدي

    يمكن قياس التقدم الصناعي في أي بلد من خلال كراتين التغليف التي يصنعها (ويغلف بها بقية المنتجات)..

وبالمثل يمكن قياس ما يشغل باله (والرأي العام فيه) من خلال البحث عن أبرز الكلمات التي يدخلها في محركات البحث..

ومن نافلة القول ان ما يشغل بال السعوديين غير ما يشغل بال الصينيين أو البريطانيين أو البرازيليين بل أو حتى أشقائنا المصريين..

وقد جرت العادة في نهاية كل عام أن تقوم محركات البحث الكبيرة بنشر إحصائيات وقوائم عن أبرز الكلمات التي بحث عنها العالم في مجالات تتنوع بين السياسة والرياضة والترفية وأسماء المشاهير...

فحسب محرك جوجل (الذي سنكتفي به في هذا المقال) فإن أكثر عشرة أشياء بحث عنها السعوديون في عام 2015 هي:

سعود الفيصل.. سعود الدوسري.. بنات الشمس.. الملك عبدالله.. العشق المشبوة.. أغنية أنت معلم.. Agario.. ميرنا المهندس.. عاصفة الحزم.. نور الشريف..

أما أبرز الأحداث التي بحث عنها المصريون خلال 2015 فهي: افتتاح قناة السويس الجديدة.. وفاة النائب العام.. جنازة فاتن حمامة.. وفاة نور الشريف.. حادثة الحرم المكي.. ذبح المصريين في ليبيا.. حرق الطيار الأردني.. فرح أيتن عامر.. كسوف الشمس.. عيد الأم (علما أن هناك قوائم بحث أخرى تتعلق بالأغاني، والشخصيات، والبرامج التلفزيونية)...

وحين تبحث عن اهتمامات البريطانيين تجد قوائم متنوعة مثل (إلى أين سنسافر) و (متى موعد) هذا الشيء أو ذاك.. ومن خلالها تكتشف أنهم بحثوا كثيراً عن نيويورك وأميركا وأستراليا وأسبانيا (كوجهات محتملة للسفر) ويريدون معرفة (متى موعد) عيد الفصح وخسوف الشمس ويوم البانكيك وموعيد العيد الإسلامي ورأس السنة الصيني في 2015...

وبطبيعة الحال؛ السعودية ومصر وبريطانيا مجرد نماذج لمجتمعات عالمية رصدها جوجل مثل أميركا وإسرائيل والأرجنتين وكندا وروسيا واليابان وبنجلاديش وفرنسا والنمسا والإمارات المتحدة....

ومن التطورات المهمة في قوائم جوجل لهذا العام أنها تُحدث على مدار الثانية وتسمح بالاشتراك بها كما أنها أكثر توسعاً وتمتد حتى للمنتجات والخدمات ذاتها.. فهناك مثلاً قوائم لا تتعلق بالدول بل باهتمامات العالم في خدمة أو موضة أو سلعة معينة.. فعلى سبيل المثال حتى نهاية 2015 بحث العالم عن التقنيات (التالية) أكثر من غيرها:

هاتف iPhone 6s

وهاتف Samsung Galaxy S6

وساعة Apple Watch

وأيباد iPad Pro

وهاتف LG G4

... بقي أن أشير إلى أنه حتى سنوات قليلة مضت كانت الكلمات الجنسية تأتي في المركز الأول من حيث زخم البحث في كافة المجتمعات (وتزيد في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عن أوربا وأميركا والشرق الأقصى) لدرجة لم تعد محركات البحث تُضمنها في قوائمها. يأتي بعدها في المركز الثاني الكلمات الدينية في مختلف الديانات والمجتمعات (كأسماء الأنبياء والشياطين وجهنم والفردوس والجهاد).. غير أن ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الاثنين يتراجعان حول العالم إلى المركزين الثاني والثالث بسبب الشعبية الكبيرة ل"تويتر" و ال"فيسبوك" وال"لينك" وبحث الناس عن أصحابها من خلال محركات البحث ذاتها...

ومن كل هذا وبسبب كل هذا يمكنني القول: أخبرني عما تبحث أخبرك من أي المجتمعات أنت.

http://www.alriyadh.com/1114016

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك