"ترسيخ السلام في عقول الإنسانية"

 

مقابلة سريعة مع ماريا بومر،

وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الألمانية ورئيسة لجنة الإرث العالمي في منظمة اليونيسكو، لمناسبة 70 عاما على قيام منظمة اليونيسكو.

12 نوفمبر 2015

قبل 70 عاما تم التوقيع على معاهدة تأسيس منظمة اليونيسكو. اليوم ترتبط اليونيسكو في أذهان الناس بالإرث الحضاري والثقافي العالمي. وتضم لائحة مواقع الإرث العالمي للمنظمة أكثر من 1000 موقعا، 40 منها في ألمانيا. ما الفائدة من "الإرث العالمي"؟

تأسست منظمة اليونيسكو من أجل ترسيخ التعاون في مجالات التعليم والعلوم والثقافة في أذهان الناس بعد الحرب العالمية الثانية. ومن هذه الفكرة الأساسية انطلقت أيضا نشاطات اليونيسكو المتنوعة، حتى اليوم، وهي تتجدد مع كل جيل. أيضا لجنة الإرث العالمي نشأت على هذا الأساس، وقد كان مبرر قيامها هو نشر الوعي حول المسؤولية العالمية عن الشواهد الثقافية والطبيعية المتميزة. الحفاظ على هذه المواقع والشواهد التذكارية من أجل الأجيال القادمة، هو من مسؤولية المجموعة الدولية بأسرها.

تدمير الكنوز الثقافية في مناطق الحروب والأزمات يثير باستمرار مزيدا من التذمر والانتقاد. ماذا تستطيع منظمة اليونيسكو أن تفعل في هذا المجال؟ وما الدور الذي تلعبه ألمانيا في هذا الخصوص؟

في المؤتمر العام المنعقد في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أقرت الدول الأعضاء في منظمة اليونيسكو استراتيجية لحماية الكنوز الثقافية والتنوع الثقافي خلال النزاعات المسلحة. وقد كان ذلك استمرارية لإعلان بون الذي أطلقته لجنة الإرث العالمي ولقرار الأمم المتحدة المتعلق بمسألة "الحفاظ على الإرث الثقافي في العراق"، حيث من المفترض أن يضع دول الأزمات ذات العلاقة أمام مسؤولياتها في العمل الجاد من أجل الحفاظ على الإرث العالمي، وحمايته من خلال إدخاله ضمن مجال النشاطات الإنسانية والجهود الرامية إلى الحفاظ على السلام. ألمانيا بدورها تنشط على المستوى الوطني، كما على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف من أجل تحقيق ذات الأهداف. وقد أعلنت الحكومة الألمانية الاتحادية مؤخرا عن مشروع قانون سيقود إلى المحاربة الفعالة للاتجار غير القانوني بالمواد والكنوز الثقافية والآثار المسروقة من مواقع التنقيب. كما تقدم الحكومة الألمانية الاتحادية المساعدة من أجل ترميم المواقع والمدن التاريخية المتضررة. حيث تساهم وزارة الخارجية الألمانية مع مؤسسات أخرى، مثل معهد الآثار الألماني في مجال اتخاذ التحضيرات اللازمة لحماية وإعادة بناء المواقع المختلفة. ونحن نرتبط بتعاون وثيق مع منظمة اليونيسكو.

إلى جانب ذكرى التوقيع على معاهدة تأسيس اليونيسكو، فإنه يوجد في 2015 ذكرى سنوية أخرى: معاهدة اليونيسكو حول تعددية أشكال التعبير الثقافي احتفلت في تشرين الأول/أكتوبر بمرور 10 سنوات على قيامها. إلى أي مدى تعتبر هذ ه المعاهدة مهمة كمؤشر ومعيار للسياسة الثقافية والإعلامية الألمانية؟

هدف المعاهدة هو التحمل المشترك للمسؤولية، بين الدولة والقطاعات الاقتصادية والمجتمع المدني في حماية الأشكال المتنوعة من التعبير الثقافي وترسيخها. هذه الأشكال هي من أسس قيام نظامنا الديمقراطي التعددي، ناهيك عن أهميتها للقدرة التنافسية والإبداع، وخاصة في عالم متسارع النمو والتحول نحو العولمة، تتسارع فيه مشروعات التحرر في مختلف المجالات.

https://www.deutschland.de/ar/topic/sys/qwnyn-wmsyl-lmy/trsykh-lslm-fy-q...

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك