المجتمع الخيري وفعالية منظومة القيم في التجربة التاريخية للأمة

صلاح الدين الجورشي

 

كلُّ الأديان دون استثناء مرتبطة عضويا بفكرة الخير, وجميعها حددت لنفسها توجيهات ووضعت قواعد وآليات عقائدية وأخلاقية، إلى جانب طقوس ومناهج تربوية من أجل بناء أفراد خيرين ومجتمعات خيرية. ولم يخرج الإسلام عن هذا الإطار باعتبار رسوله خاتم الأنبياء، وهو القائل بأنه جاء متمما لمكارم الأخلاق؛ أي متوجا لتراكم معرفي وقيمي وروحي شاركت في تحقيقه مختلف العقائد والديانات، وذلك في سياق مسعى تاريخي يهدف إلى بناء الإنسان الكامل، وإقامة نموذج المجتمع الخيري، الذي وصفه بعض المثقفين الإسلاميين الحركيين بـ" المجتمع الرسالي". فما هي استراتيجية الإسلام في تحقيق هذه المهمة ذات الشحنة المثالية العالية؟ وكيف تجلى مصطلح الخير والمفهوم في التجربة التاريخية للأمة وصولا إلى اللحظة الراهنة التي تشهد يقظة دينية واسعة، وعودة قوية للجهود الفردية والجماعية المتمحورة حول إشكالية القيم.

 

الخير والشر في السياق الإسلامي:

 

في التصور الإسلامي بدأت معركة الخير والشر منذ ما قبل الوجود الإنساني، وتحديدا في اللحظة التي قرر فيها رب الكون خلق الإنسان. وإذا كانت نزعة الشر تبدو وكأنها قد جاءت كرد فعل على خلقه، فإن فكرة الخير سابقة لوجوده, وتعدّ الملائكة في هذا التصور التجسيد الكامل والنموذجي لقيمة الخير، بحكم أنها " خلق عظيم، وعددهم كثير لا يحصيه إلا الله، خلقهم الخالق من النور، وطبعهم على الخير، فهم لا يعرفون الشر ولا يفعلونه ولا يأمرون به، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون بالليل والنهار لا يفترون, ولا يسأمون من عبادة الله عز وجل". في حين أن إبليس أعلن تمرده على الإرادة الإلهية عندما طلب منه ربه مشاركة الملائكة في السجود لآدم؛ تكريما له واعترافا بقيادته للعالم كخليفة لله.

 

والمعاناة الكبرى التي سيواجهها هذا الإنسان لن تقف عند العداء الدائم له من قبل إبليس رمز الشر من أجل غوايته؛ وإنما أيضا الخضوع المستمر لرغبة ممارسة الشر الكامنة فيه، خلافا للملائكة، وهو ما جعله كائنا ثنائي الطبيعة، قادرًا على فعل الشيء ونقيضه، ويتمتع بالقابلية الكاملة لممارسة الخير والشر في كل لحظة ومجال؛ أي فيه جزء من الخير دون أن يتحول إلى ملاك، ومغروس فيه الشر دون أن يصبح شيطانا. فليست البيئة وحدها هي التي تجعل من الفرد خيِّرا أو شريرا، وإنما في ذات الإنسان توجد قابلية أو استعداد فطري للتأثر بأحد التوجهين، وبذلك اكتملت مقومات الحرية لديه في صنع التاريخ، وتحمل مسؤولية مصيره.

 

لهذا تساءلت الملائكة في حيرة بعد خلق الإنسان وتقديمه عليها وقرار الخالق تنزيله إلى الأرض: ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك﴾، وفي ذلك إشارة إلى قوة العنف والظلم الكامنة في الإنسان. لكن في المقابل جاء في الحديث النبوي: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء»(1). وجاء شرح ذلك في حديث آخر يذكر فيه النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: «يقول اللَّـه تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا»(2) ، وهذا يعني أسبقية الخير عن الشر في البنية الأخلاقية للطبيعة البشرية من منظور إسلامي عقدي. ومن هنا جاءت ثقة الرب في الإنسان، وبموجب ذلك حمله مسؤولية الخلافة. ومن هذه الزاوية أيضا تتبين الأهمية التي يوليها الإسلام للقيم وقدرتها على تهذيب سلوك الإنسان، وتمكينه من السيطرة على غرائزه ونزعاته المدمرة، والارتقاء به إلى درجات المسؤولية الأخلاقية؛ لأن الإنسان -رغم الأنانية المغروسة في طبعه- قادر على تمثل القيم التي يؤمن بها إلى درجة تجعله متجاوزا لذاته؛ بل ومضحيا بها من أجل إسعاد الآخرين، أو الدفاع عن فكرة تهدف إلى تأسيس عالم يقوم على سيادة الخير والحق والعدل والجمال.

 

الدورة الوجودية:

 

العنصر الثاني في هذا التصور يتمثل في غائية الوجود الإنساني. إنها دورة وجودية، كانت ولادتها في عالم الغيب قبل الانتقال إلى عالم الشهادة المحدود في المكان والزمان بكل آلامه وتناقضاته وصراعاته ومغامراته، ومنه تشد الرحال نحو العودة إلى عالم الغيب بكل أسراره. فإذا كانت بداية آدم/ الإنسان قد انطلقت من الجنة التي تجسد في الرؤية الدينية الحالة النموذجية والقصوى للسعادة والمتعة والوجود الخالي من الشر، فإن نهاية الرحلة الفردية تبقى مشدودة لذلك العالم السرمدي واللامتناهي؛ حيث إن التمتع بموقع في الجنة يبقى الهدف الأسمى الذي يعيش من أجله المؤمن، وقد يضحي بماله وحريته وحياته من أجل الوصول إليه. وفي هذا السياق يقترن الهدف بالوسيلة؛ لأن الجنة مشروطة بممارسة أقصى درجات الخير، وتجنب ارتكاب أعمال الشر بأقصى درجة أيضا. أي أن الغاية المحاطة بهالة قدسية من الترغيب تتحول إلى ضابط أخلاقي قوي، يولد لدى المؤمنين رغبة قوية في الانخراط ضمن حراك نفسي واجتماعي وثقافي, يهدف إلى بناء الإنسان الكامل والمجتمع الخيري النقي.

 

الجنة جنتان:

 

الجنة في التصور الإسلامي جنتان: واحدة أبدية تفتح أبوابها بعد الموت وفي يوم الحساب؛ إنها مشروع مؤجل. أما الجنة الثانية فهي قريبة ودنيوية؛ إنها مشروع عاجل، وممكن تحقيقه على الأرض, وضمن المجال الزمني المرئي الذي يمكن أن يتمتع به الإنسان أثناء حياته. وكما أن الجنة المؤجلة مرهونة بمدى الجهد الذي يبذله المؤمن أثناء معاناته العملية خلال تجربته الحياتية ﴿إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه﴾؛ فإن الجنة الأرضية الموعودة هي بالأساس من صنع الإنسان واجتهاده، وتكون ثمرة العمل الصالح بمختلف أبعاده ومجالاته؛ أي اتباع السنن، وتفجير الطاقات، واحترام الحريات، وتعميق قيم التعاون والمساواة والتضامن بين المواطنين. ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]. بناء المجتمع الخيري يحتاج إلى جهود النساء والرجال، وليس مجتمعا ذكوريا كما يعتقد الكثيرون. كما أنه ثمرة العمل المبدع الذي يشارك فيه الجميع، نساء ورجالا، حيث يقول عز وجل: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 123-124].

 

دور القيم في صناعة التاريخ:

 

تعدّ منظومة القيم بمثابة القاعدة الصلبة للإسلام، وخلافا لما يذهب إليه بعضهم؛ لم تكن الحرب ولا حتَّى قوانين الشريعة هي التي تقف وراء انتشار هذا الدين على نطاق جغرافي واسع، وفي ظرف زمني قياسي؛ وإنما الذي يمكن أن يفسر ذلك هو القاموس الأخلاقي الذي دافع عنه الدين الجديد في مرحلة تاريخية شهدت فسادا وظلما، وكانت تؤشر بوضوح على حتمية انهيار النظام العالمي القديم بأفكاره, وإمبراطورياته, وقيمه, وموازين القوى التي كانت تتحكم فيه.

 

كان الإسلام -ولا يزال- فكرة وأخلاقا قبل أن يكون دولة أو وثيقة قانونية زجرية؛ فكرة تتمحور حول مبدأ التوحيد، الذي يقضي على مختلف الوسائط والحواجز بين المؤمن وربه، مما يحرره من كل سلطة أخرى مهما كان لونها أو شرعيتها؛ فكرة تعطي للإنسان حلما جديدا، وتضعه في حالة انسجام مع الطبيعة والغيب معا، وتؤسس لعلاقة جدلية بين القيم الإيمانية والأنسنة. كما أن الإسلام بدون أخلاق يصبح مجرد خطاب أجوف «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بُعدًا» (حديث). إن الشكل الفاقد للمعنى لا قيمة له، والوسيلة التي لا تحقق الهدف لا جدوى منها. وعندما يصبح الدين مناقضا لمقاصد الدين ويعمل ضده يفقد مجتمع المؤمنين شرعيته، ويصبح تغييره واجبا دينيا وحتمية تاريخية. لهذا السبب لن يتأسس المجتمع الخيري إلا عبر منظومة قيم قوية في دلالتها، وعميقة في مضامينها، ومتجسدة في سلوك المدافعين عنها.

 

المجتمع الخيري والإنسان الرسالي:

 

تشكل القدوة محورا رئيسا في استراتيجية بناء المجتمع الخيري, وهنا تكمن أهم مسؤولية وأخطرها تُلقى على الرسول أو النبي؛ لأن الرسول الذي لا يكون ظاهره كباطنه، ولا يكون سلوكه متطابقا مع أقوله لن يصدقه قومه، ولن يكون قادرا على الإقناع برسالته ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾. ولعل ذلك هو الذي جعل حياة الرسول مختلفة نوعيا عن بقية أتباعه، لا يقف انضباطه عند الحد الأدنى مما هم مطالبون به، ولا حتَّى الحد الأقصى المسموح لهم بالسعي للوصول إليه في مراتب التقوى. هناك أحكام خاصة بالنبي هو ملزم بها، تفرض عليه أن يكون أكثر من أتباعه زهدا في الدنيا، وأكثر استحضارا للذات الإلهية في كل أعماله. إنه في حالة مجاهدة مستمرة لكي يبقى الملهم والموجه والقدوة. لكن الملاحظ في هذا السياق أن منظومة القيم -التي جاء بها الإسلام وتحمل الرسول محمَّد -صلَّى الله عليه وسلم- إبلاغها وتجسيدها في حياته وعلى أرض الواقع- لم تكن مقطوعة عن النظام الأخلاقي الذي تشكّل عبر التاريخ، وتوارثه الأنبياء والمصلحون والحكماء والفلاسفة؛ إنما هي منظومة موصولة العلاقة بالتراكم التاريخي والمعرفي والروحي «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». فكما أن الخيط الرابط بين الرسل على المستوى العقائدي هو التوحيد؛ فإن الناظم الآخر بينهم جميعا هو منظومة الأخلاق الأساسية التي هي بمثابة الأسمنت الذي ستعتمد عليه عملية بناء المجتمع الخيري.

 

المجتمع الخيري ليس نسخة مكررة:

 

رغم وضوح الهدف النهائي (مرضاة الله عن طريق فعل الخير)، ورغم قوة الترغيب التي يلاقيها المؤمن (الجنة مقابل الاجتهاد في تجنب السيئات إلى أقصى درجة ممكنه)، ورغم ما تضمنه النص المرجعي (القرآن) من مجموعة قيم مركزية لم يتم استعراضها بطريقة نظريَّة مجردة؛ وإنما من خلال أمثلة وشخوص وتجارب فردية وجماعية، ورغم توفر القدوة في الإنسان الكامل المتجسد في الرسول؛ فإن ذلك لم يكن كافيا ليتفق المسلمون حول صورة موحدة للمجتمع الخيري الذي حددوا له نماذج متعددة، ووضعوا له أدوات متفاوتة للوصول إليه.

 

إن تعدد النماذج النظريَّة أو الافتراضية للمجتمع الخيري في التجربة الثقافية الإسلامية مسألة طبيعية ومتوقعة؛ وذلك لاعتبارات متعددة؛ فتصور خصائص هذا المجتمع يتأثر بالسياق التاريخي الذي يتنزل فيه هذا التصور، وكذلك بالتوجهات النظريَّة والانتماءات الاجتماعية والسياسية والجغرافية لأصحابه. ولهذا فإن قراءة النصوص المرجعية والوقائع التاريخية تتأثر بالضرورة بالتحولات التي تطرأ على الفكر والواقع، فتنتج -بفعل ذلك- مواقف ونماذج مختلفة رغم وحدة المصدر. وخلافا لما يدعيه بعضهم أو يتوهمه؛ فإن المجتمع النموذجي الذي يبدو لهم قد تحقق في التاريخ -أو تحديدا في مرحلة من مراحله- تبقى قوته في قدرته على الإلهام؛ ولكنه لن يكون قابلا للتكرار والاستنساخ، مهما كانت درجة الإخلاص والتقيد بحيثيات وتفاصيل ذلك النموذج. هذا ما حاولتْ أن تفعله مجموعات عديدة، طيلة الحقب المتتالية من التجربة التاريخية للأمة، إلا أنها إما منيت بفشل ذريع، أو أنها توصلت إلى تجارب متفاوتةٍ في القيمة، ومعتمدةٍ على القيم نفسها الملهمة المستمدة من النموذج المؤسّس؛ لكنها مختلفة عنه كثيرا في التصورات والحلول والقضايا والنتائج.

 

العامل الآخر الذي من شأنه أن يفسر ويعلل هذا الاختلاف حول النموذج المرجعي -وبالتالي يؤدي إلى حتمية التوصل إلى أن المجتمع الخيري أو الرسالي- هو طموح متعدد النماذج والتصورات، يتعلق هذا العامل بالإشكال التاريخي القائم في صلب النموذج ذاته. فالشخصية القوية والاستثنائية للرسول -صلَّى الله عليه وسلم- مكنته -بفضل ما يتمتع به الوحي من قدرة على اختراق النفس البشرية- أن يحدث ثورة عميقة في مجتمع الجزيرة العربية، سرعان ما انتقلت آثارها إلى معظم المجتمعات الأخرى، وهو ما جعلها تغير مجرى التاريخ الإنساني. لكن النواة الصلبة التي استجابت لدعوته -والمعبر عنها بجيل الصحابة، والتي ساعدته في إقامة المجتمع الإسلامي الأول- أصيبت بعد وفاته وإتمام رسالته بكسر داخلي عميق، أدى إلى فقدان القدرة على إدارة الاختلاف والتنوع والصراع بطرق سلمية، مما فتح المجال أمام حرب أهلية وصفت بالفتنة الكبرى، أثرت تأثيرا جوهريا على المسار التاريخي للأمة. وفي هذا السياق تعددت تأويلات الأجيال المتلاحقة لهذه الأزمة الهيكلية التي أصابت المجتمع النموذجي والمرجعي. ولم يقف الأمر عند الانحياز للأشخاص الرئيسيين الذين تنازعوا الحكم والتوجيه، وإنما امتدت الاختلافات بالضرورة إلى كيفية فهم النصوص وتأويلها في سياقات مختلفة، وأحيانا متضاربة. ولهذا -رغم الاتفاق العام حول ضرورة الرجوع إلى النموذج المرجعي- فإنه عمليا ونظريا تشكلت تصورات متباينة حول التجربة التأسيسية أدت من الناحية العملية إلى بناء نماذج متعددة في الأذهان حول النموذج الواحد.

 

القطاع الخيري انعكاس لرؤية المؤمن لدوره:

 

لم يبق الخير في التجربة الإسلامية مفهوما نظريا معلقا في السماء؛ وإنما تحول في أغلب المراحل إلى واقع معاش من خلال تأسيس قطاع واسع من أشكال العمل الخيري. هذا القطاع الذي جاء ليعكس رؤية إنسانية لبنية الدولة والمجتمع، ويفتح مجالات رحبة لتجارب مختلفة تجعل الفرد المؤمن قادرا على تجاوز ذاته وأنانيته المركوزة في طبعه، من أجل إسعاد الآخرين وتخفيف آلامهم، وتمكينهم من مجال التمتع بحقوقهم الطبيعية، وتعطيهم فرصة للتغلب على النكبات والمآسي. فالقرآن الكريم لم يكتف بالدعوة إلى فعل لخير، وإنما عمل على الترغيب فيه والسعي إلى تحقيقه، ودفع الجميع من أجل التنافس على القيام به ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾(3).

 

كما أن الفعل الخيري في التصور الإسلامي غير مرتبط بمقابل مادي مباشر أو غير مباشر؛ لأنه عندما يقترن بتحقيق مصلحة من وراء ذلك -مثل الإعفاء الضريبي أو كسب رضا الناس- فإنه يفقد معناه ودلالاته، ويصبح رياء لا قيمة له في ميزان الله(4). فتحديد القصد من الفعل شرط أساس للحكم على قيمته من حيث شرعيته، وهو أيضا شرط للحكم على مصداقية فاعله؛ أي أن النية من العمل هي التي تجعل منه صالحا أو غير صالح، حتَّى لو كان ظاهره يتضمن صلاحا للمستفيدين منه. فالذي يقدم مساعدة للآخرين في قالب صدقة عمل تطوعي، فينقذهم من جوع أو مرض أو جهل، ولكنه يخفي من وراء ذلك الرياء أو تحقيق نفع مباشر أو غير مباشر، سيكون لعمله أثر في الواقع؛ لكن أثره في نفس صاحبه سيكون معدوما؛ أي أن الفعل الذي قام به لن تكون له قيمة مضافة على الصعيدين الروحي والأخلاقي.

 

القطاع الخيري: نظرة أخرى للمال والثروة:

 

وسائل فعل الخير عديدة في التجربة الإسلامية، أشهرها الزكاة، والصدقات، والوقف. الأولى تعدّ فريضة باعتبارها من قواعد الإسلام الخمس، في حين أن البقية تعدّ من باب التطوع لكونها مندوبة. وجميعها آليات مرتبطة بسيطرة المؤمن على سلطة المال التي غالبا ما يصعب قهرها؛ نظرا لنفوذها السحري والقوي على النفس البشرية. وفي كل مجتمع تجاذبات قوية بين رأس المال من جهة وبين قيم العدالة والحرية من جهة ثانية وبين السلطة السياسية من جهة ثالثة. وهذه الأقطاب الثلاثة لا تخضع بالضرورة إلى منطق التنافي وحتمية التضاد؛ وإنما تجتهد النخب وأهل الحكمة في البحث عن الصيغ التي تجعل تراكم الثروات في خدمة القيم؛ أي في صالح الناس من خلال توزيع عادل للثروة الوطنية بينهم، وليست محتكرة من قبل مَنْ يسيطر على السوق أو يحتكر السلطة.

 

من أهداف القطاع الخيري ومن نتائجه العمل على توزيع الثروة، وتمكين أوسع شرائح المجتمع من أن يكون لها نصيب فيها. فالزكاة لها مصارف حددها القرآن، وبالتالي هي شكل من أشكال تكوين ملكية جماعية لرأسمال مقتطع وجوبا ليس من الأثرياء فقط؛ ولكن من كل من تجاوز الفائض عنده نصابا معينا لفترة زمنية تقدر بكل سنة. وهذا الفائض يشمل معظم أشكال الملكية بما في ذلك ما فوق الأرض وما تحتها من معادن وغيرها من الثروات. وهو ما من شانه أن يوفر قطاعا حيويا من الثروة الوطنية التي لا يحق للدولة أن تتصرف فيه حسب أولوياتها ونفقاتها؛ وإنما هي تكاد تشكل قطاعا مستقلا موجها لشرائح اجتماعية محددة. وهو قطاع يمكن أن تشرف عليه الدولة وفق الآليات المحددة، كما أنه يمكن أن يمثل جزءًا من قطاع ثالث غير حكومي أو خاص، ويدار بشكل مستقل.

 

المفهوم الآخر للصَّدقة:

 

أما الصدقات فهي أنواع كثيرة، يمارسها الأفراد بشكل حر وعفوي، ويفترض أن يقوموا بها بعيدا عن الأنظار، دون علم الآخرين بها. وهناك من يحرص على القيام بها دون أن يعرف المستفيدون منها من قاموا بها، رغبة منهم في أن يكون فعل الخير جزءًا من علاقة خاصة وسرية بين العبد وربه. وهي حالة من الارتقاء الروحي، مهما كانت قيمة تلك الصدقات؛ فإماطة الأذى من الطريق صدقة، والابتسامة في وجه أخيك (المواطن) صدقة، حتَّى العملية الجنسية المؤدية لتعميق المحبة, والتي تمارس في أجواء شرعية ونظيفة وحميمية تعدّ أيضا من أفعال الخير التي يثاب عليها ممارسها (وفي بضع أحدكم صدقة). فالصدقة في السياق الإسلامي مجالها فسيح جدا يكاد يغطي جميع أفعال الأفراد, ويشمل مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية، وليست مختزلة في مقدار صغير من المال أو الغذاء, يتبرع به ثري لفقير مكسور الجناح دفعتْهُ الظروف إلى التسول واستعطاف الناس. إن هذه الصورة لئن كانت قد ترسخت في الأذهان وفي الواقع وفي التراث والأدب الشائع فإنها في العمق لا علاقة لها بمفهوم الصدقة إسلاميا، أو بأهدافها ومعانيها.

 

الأوقاف.. أو الاستثمار الرمزي في المستقبل:

 

أما الوقف فهو سلوك اقتصادي واجتماعي يهدف من خلاله المؤمنون تجاوز المكان والزمان؛ لتحقيق نفع يشمل الحاضر والمستقبل سماها رسول الإسلام " صدقة جارية"(5). إنه خدمة في اتجاه الأجيال القادمة، يؤسس فاعله من خلاله علاقة روحية وتاريخية مستمرة توثق العلاقة بين الأجيال، وتحقق شكلا من أشكال ما أصبح يسمى بالتنمية المستدامة. وفي هذا السياق أبدع المسلمون في ابتكار الحاجيات والأسباب التي خصصوا لها أوقافهم.

 

من البدهي أن من صور الوقف أن يخصص البعض جزءًا من أملاكه وقفًا على الأجيال المتلاحقة من أفراد أسرته, أو أن يقصره على الأيتام, وأصحاب الحاجة، أو طالبي العلم؛ لكن المسلمين تجاوزا ذلك، واستجابوا لحاجيات عديدة أفرزتها أوضاعهم المجتمعية. وفي هذا السياق يضرب الكاتب سليم منصور بعض الأمثلة اللافتة للنظر والمثيرة للدهشة من هذه الأوقاف، فيذكر على سبيل المثال:

 

- وقف الخبز المجاني: وهو وقف معني بتوزيع الخبز، فيأتي إلى الدكان كل من ليس عنده خبز يومه، فيأخذ حاجته من الخبز وينصرف دون سؤال أو إذلال.

 

- وقف النساء الغاضبات: وهو وقف يقوم على رعاية النساء اللاتي طُلِّقن أو هُجرن، حتَّى يتزوجن أو يرجعن إلى أزواجهن.

 

- وقف الثياب: وهو وقف ينفق ريعه لكسوة العرايا والمقلين ولستر عورات الضعفاء والعاجزين.

 

- وقف إيواء الغرباء: وهو يقوم على توفير الطعام والشراب للغرباء, وكذلك توفير الأمن النفسي لهم.

 

- وقف الحليب: وكان من ميراث صلاح الدين الأيوبي، فقد جعل في أحد أبواب القلعة الباقية إلى الآن في دمشق ميزاباً يسيل منه الحليب وميزاباً آخر يسيل منه الماء المذاب فيه السكر، تأتي إليه الأمهات يومين من كل أسبوع ليأخذن لأطفالهن وأولادهن ما يحتاجون إليه من الحليب والسكر"(6).

 

كما أشار إلى أوقاف أخرى كثيرة مثل: "وقف المقابر، وقف وفاء الديون، وقف تزويج المكفوفين، وقف تزويج الفقيرات، وقف تبديل الأواني المكسورة". والذي يزور رحاب جامع الزيتونة في تونس يلاحظ بأن الحَمَام لا يفارقه، ويذكر البعض بان بعض أهل الخير وضعوا وقفا خاصا لتوفير الغذاء اليومي لهذا الحَمَام. كما بينت الأمثلة السابقة بأن المسلمين ارتقوا في نظرتهم للعمل الخيري، فلم يقصروه على شركائهم في الدِّين؛ وإنما وسعوا دائرته ليشمل شركاءهم في الوطن، بل وأيضا شركاءهم في الإنسانية، وذلك عندما خصصوا جزءًا من الأوقاف لتقديم العون لأهل الكتاب وتغطية حاجياتهم.

 

القطاع الخيري وعلاقة المجتمع بالدولة:

 

يعكس القطاع الخيري تصورا تقدميا لعلاقة الدولة بالمجتمع, وخلافا لما يذهب إليه البعض من أن هذا القطاع ليس سوى محاولة من الطبقة الثرية ذر الرماد في عيون الفقراء والتغطية على استئثارها بالثروة الوطنية؛ فإنه يوفر فرصة لكي لا يبقى المجتمع رهين الدولة، تطعمه عندما ترضى عليه، وتجوّعه إذا غضب صاحب الأمر فيها. فالقطاع الخيري هو في الأصل عمل تطوعي نابع من داخل المجتمع من أجل المجتمع أو لصالح جزء منه. إنه وعي من الفرد بالذات الجماعية، يتم ترجمته عبر وضع آليات غير حكومية من شأنها أن تحدث التوازن مع الدولة؛ للحد من تضخمها وهيمنتها عل المجتمع.

 

لا يعني ذلك إعفاء الدولة من مسؤولياتها الاجتماعية، فالقطاع الخيري لا يمكن أن يعوض دور الدولة الذي يجب أن يبقى مركزيا، ولكن القطاع الخيري قادر على مساعدتها في معالجة الكثير من القضايا والمشكلات التي قد تعجز على إدارتها لوحدها, وهو ما يجعل الدولة في حاجة إلى المساعدة على تنمية هذا القطاع وأخذه بعين الاعتبار عند وضع السياسات والخطط التنموية، خاصة وأن الإسلام لا يعطي للدولة الحق في أن تقوم بمصادرة الأوقاف, أو تحويل مصارفها والقيام بإنفاقها على غير الأوجه التي رصدت من أجلها؛ لأن في ذلك اعتداءً على المِلْك العام، وحرمانًا للمجتمع من مصدر من مصادر قوته واستقلاليته. لهذا عرّف الشيخ أبو زهرة الوقف بقوله: (هو حبس العين؛ بحيث لا يتصرف فيها بالبيع أو الهبة أو التوريث، وصرف الثمرة إلى جهة من جهات البر وفق شرط الواقف).

 

عندما تعرضت الأوقاف للنهب والتصفية:

 

تعرضت الأوقاف في مناسبات عديدة للهيمنة والنهب. حصل ذلك في مراحل متعددة من التجربة السياسية الإسلامية, كما عمل الاستعمار على الاستحواذ على الأوقاف بشكل مباشر أو عن طريق الالتفاف التشريعي والإداري. هذا ما فعله الاستعمار الفرنسي على سبيل المثال في بعض الدول الإسلامية التي خضعت له بشمال إفريقيا, ويتجلى ذلك فيما قامت به إدارة الحماية الفرنسية في المغرب من التفريط في مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة التي كانت تابعة للأحباس لصالح المستعمرين(7), وقد تكررت نفس السياسة في معظم الدول التي خضعت للاستعمار الفرنسي، أو بأشكال أخرى مع الاستعمار البريطاني (الهند).

 

كما أقدمت بعض أنظمة الحكم على المساس بالأحباس, وقد حدث ذلك في عدد من الدول مثل تونس، عندما أقدم بورقيبة على حل الأحباس، وضمها إلى أملاك الدولة(8). صحيح أنه فعل ذلك بنية الإصلاح؛ نظرا لتدهور أوضاع هذه الأحباس بعد طول إهمال وسوء تصرف في الأراضي الزراعية والعقارات وغيرها من قبل المشرفين عليها؛ لكنه بدل أن يتخذ إجراءات جذرية لإنقاذها وإصلاحها، قام بتصفيتها وإلحاقها بأملاك الدولة، مما حرم المجتمع من خدمات حيوية، بينت التجربة فيما بعد أن الدولة كانت عاجزة عن الوفاء بها لفترة طويلة.

 

من الأدوار المتعددة للقطاع الخيري:

 

يمكن في هذا السياق الإشارة إلى بعض الأمثلة التي تكشف الدور المعدل الذي قام به القطاع الخيري لتحقيق التوازن بين المجتمع والدولة:

 

ـ أسهم العمل الخيري في جعل التعليم مستقلا عن هيمنة الدولة إلى حد ما، وذلك من خلال تطوع المدرسين، أو حصولهم على منحهم وكسوتهم من مصادر التمويل الشعبي، وفي مقدمتها الأوقاف الإسلامية. وهو ما عزز من نفوذ المؤسّسات التعليمية، وجعل منها سلطة مرجعية قادرة على أن تؤدي دورها القيادي ليس فقط على الصعيد المعرفي؛ ولكن أيضا على الصعيد السياسي في العديد من المراحل الحرجة والتي اتسمت بالتأزم الداخلي أو الخارجي.

 

ـ استمرت المساجد والزوايا والكتاتيب لقرون طويلة بعيدة عن الهيمنة المباشرة والفعلية لأجهزة السلطات الحاكمة، وهو ما جعلها فضاءات حيوية للتعليم والتثقيف الشعبي، ووعاء مهما لقطاعات واسعة من الرأي العام، ورافعة أساسية لمختلف الشرائح الاجتماعية، وخاصة ضعيفة الدخل، وبالتالي تمكين أبنائها من فرص الارتقاء الاجتماعي، وهو ما ساعد على تحقيق نوع من الحراك والتداخل بين مختلف الطبقات والأعراق، مما كانت له تداعياته في بعض الأحيان على الشأن السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

ـ وفَّرت صيغة الأوقاف فرصة هامة للنساء حتَّى يسهمن من موقعهن في الشأن العام، وذلك من خلال بناء مؤسّسات وقفية لعبت دورا مهما في مراحل متعددة في دعم القطاع الخيري، وبالتالي الانخراط الفعلي في الحركة الاجتماعية(9). وإذا كانت بعض النساء ممن قمن بذلك ينتمين إلى الأسر الحاكمة، فإن كثيرات منهن كن ثريات، وقررن وقف بعض أملاكهن بنية التضامن والحصول على الثواب من الله. وهو ما عزز من احترام النساء في المجتمعات العربية والإسلامية، وذلك بالرغم من شيوع انتهاكات حقوق المرأة في تلك المراحل من تاريخ المجتمعات الإسلامية.

 

ـ اليوم يسهم القطاع الخيري في إنقاذ مئات آلاف العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، كما اهتمت العديد من البنوك الإسلامية بإدخال الأوقاف في دورة تنموية جديدة, وتستعد حركة الإخوان المسلمون في مصر -بعد فوزها في الانتخابات الأخيرة- بأن تجعل مؤسّسة الزكاة تحت إشراف الحكومة، من أجل معالجة مشكلات اجتماعية ضخمة، من بينها الحد من الفقر، ومقاومة البطالة, كما يجري الحديث منذ سنوات على تحرير منظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية من تبعيتها للتمويل الأجنبي، وذلك بجعل مؤسّسات الأوقاف مُسْهِمًا رئيسا في دعم نشاطاتها وبرامجها.

 

الخاتمة:

 

عرّف الأصفهاني الخير بقوله: "إن الخير ما يرغب فيه كل البشر كالعقل والعدل والنفع والفضل، وضده الشر"(10) ، وهو ما يؤكد فطرية الميل إلى فعل الخير باعتباره قيمة عقلية ونفسية كونية، لا يحتكرها المسلم ويفتقدها غيره. إنها محرك أساس من محركات التاريخ الإنساني؛ لكن ما ألحت عليه التجربة الحضارية الإسلامية كونها حاولت أن تميز بين الخير والمنفعة؛ يقول أبو هلال العسكري: "إن كل خير نافع، ولكن ليس كل نافع خيرا", واستشهد بقوله تعالى عن الخمر والميسر: ﴿قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾(البقرة:219). وهذا يعني أن القطاع الخيري مشروعيته في كونه ثمرة وعي ديني عميق، يترسخ لدى الفرد من خلال استحضاره للعلاقة الروحية الحميمة التي تربطه بخالقه، والتي تجعله يتجاوز الأنا في اتجاه معانقة الآخر، مهما كان لونه أو دينه أو جنسه.

 

كما أن الإحساس بوجوب فعل الخير يتحول إلى بنية اقتصادية واجتماعية، وشبكة خدمات تسهم بشكل مباشر في تحسين أوضاع قطاعات متعددة في المجتمع، ولا تقف فقط عند حدود الفئات والشرائح الأكثر فقرا وتهميشا، وإنما تتعدى ذلك لمعانقة الإنسان والحيوان والطبيعة، وتضفي طابعا إنسيا على العلاقات الاجتماعية التي لا ينظمها فقط القانون والسوق ورجال الشرطة.

 

في هذا السياق النظري والعملي تطور القطاع الخيري ضمن التجربة التاريخية للأمة، وشكل رافدا قويا للحياة العامة والتماسك الاجتماعي والثقافي، قبل أن يصاب بالوهن مثلما حصل لبقية مكونات الوجود المادي والمعنوي للدولة والأمة، لكن بالرغم من الفساد الذي أصابه؛ فقد بقي في الحد الأدنى فاعلا في حياة المسلمين. وها هو ذا اليوم يستعيد شيئا من عافيته، ويسهم في حماية ملايين الأشخاص في العالميْن العربي والإسلامي، بعد أن تراجع دور الدولة الوطنية تحت ضغط المؤسّسات الدولية، وفي ظل هيمنة نظريَّة اقتصاد السوق. لكن انتعاشة القطاع الخيري ستبقى محكومة إلى حد كبير بتحريره من مفهوم المساعدة الظرفية والجزئية القائمة على الإحساس بالشفقة، والارتقاء به إلى جدلية العمل التنموي، الذي يلخصه المثال الصيني القائل: "لا تعطيني سمكة، ولكن علمني كيف أصطاد".

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1)         في الصحيحين، عن أبي هريرة.

2)         رواه مسلم.

3)         سورة آل عمران: 114.

4)         في مقارنته بين القطاع الخيري في التجربتين الإسلامية والغربية يشير إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية، جامعة القاهرة، إلى أنه "لا يمكن فهم مؤسسات العمل التطوعي أو غير الهادف إلى الربح في البلدان الغربية (أوربا وأمريكا) بعيدا عن قوانين الضرائب، حتى إنهم يطلقون عليه اسم "القطاع المعفي من الضرائب"، في إشارة صريحة إلى أن "الإعفاء الضريبي" هو أهم دافع للمبادرات الخيرية للصالح العام، باستثناء الأعمال الخيرية ذات الوازع الديني". من دراسة: "العمل الخيري: مفهومه وموقعه من مقاصد الشريعة"، دراسات إسلامية.

5)         جاء في الحديث: عن أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له»، أخرجه مسلم.

6)         الوقف الإسلامي ودوره في التنمية الاجتماعية، سليم منصور، موقع المختار الإسلامي.

7)         انظر: كتاب "الأحباس الإسلامية في المملكة المغربية" لمؤلفه الشيخ محمد المكي الناصري.

8)         وفي مايو 1956 حلّ بورقيبة الأوقاف الإسلامية، وبعد عام ألحقت بها الأوقاف الخاصة التي كانت تمثل ربع الأراضي التونسية.

9)         راجع مقال: "أوقاف النساء رؤية في الدور الحضاري"، مجلة الوعي الإسلامي، عدد 232, وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت.

10)       المفردات في غريب القرآن، لأبي القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني، تحقيق: محمد سيد الكيلاني، مادة "خير".

المصدر: http://tafahom.om/index.php/nums/view/5/96

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك