فضل التقنية ووهم التحول

كريم خيرة

من العيب أن نتنكر لجميل التكنولوجيا الحديثة وما لها من إيجابيات في حياتنا الخاصة والعامة، وما عرفته الإنسانية من تطورات سريعة في شتى المجالات بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث مهدت للإنسان الطريق نحو اكتشاف ما كان يصبو إليه في الماضي حتى لو أنفق ملايين الدولارات. وبالتالي وجد حلولاً أسرع وأوفر لكي يصل إلى مبتغاه وخصوصاً فيما يخص الباحث لتقديم بحثه بصورة جيدة.

 

وفي ظل هذه التطورات كان لزاماً عليه أي الإنسان ابتكار أو اختراع شيء اسمه الإنترنيت حتى تعم الفائدة كل الأجيال وتنتشر المعلومة بشكل جديد وسريع، فكان هذا الاختراع سبباً رئيساً في عقلية الإنسان المعاصر حيث في لحظة وجيزة أصبحت كل الكرة الأرضية عبارة عن قرية صغيرة، فيكفي أن نجلس أمام الحاسوب وبضغطنا على زر واحد نعرف ما يدور في العالم من حروب وآخر الأفكار، الأفلام الحديثة، الثقافة وحتى الرياضة والمشاهدة المباشرة صوتاً وصورة، وفي ظل كل هذا التطور أصبح الباحث لا يجد أدنى عناء في البحث عن مبتغاه من معلومة أو التقصي عن أشياء كانت في الماضي حكراً على أصحاب الجاه والسلطة، وساعده في ذلك تطور الصورة بالإضافة إلى تخزين المعلومات المحصل عليها وملايين البحوث في قرص مدمج صغير، عكس السابق حيث كان الباحث يجوب كل الأقطار طولاً وعرضاً مغامراً بحياته وماله لكي يصل إلى المعلومة الحية، مما أكسبه تجارب واقعية زادت حتى من قوة شخصيته وإحساسه بالمتعة. لكن يبقى السؤال هل هذه المغامرة سترجع إليه بالفائدة خصوصاً ونحن نعلم جداً مدى خطورة الطريق بحراً كان أم براً، وهل ستبقى هذه البحوث محفوظة أم سيصيبها التلف أو التمزيق أو التزوير في بعض الأحيان.

 

إن الباحث الحديث وفي ظل كل هذه التكنولوجيا أصبح يتوافر على كل الإمكانات التي تمكنه من إنجاز أي بحث في ظروف مريحة مسجلة صوتاً وصورة، فاستغنى بذلك عن الهوامش والمتون كما في السابق لأن المعلومة الحديثة أصبحت تعتمد على السرعة والمصداقية.

 

المصدر: http://www.arabicmagazine.com/Arabic/ArticleDetails.aspx?Id=3978

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك